بعد التصريحات التى اثارتها ايران بشأن تشكيل جيش «سليمانى» اوجيش التحرير الشعبى للمقاتلة بالعراقوسوريا واليمن ، أكد خبراء عسكريون ان هذه التصريحات تعد بالغة الخطورة على المنطقة التى سيتم فيها تشكيل هذا الجيش الذى سيعمل تحت مظلة دينية تؤجج الصراع فى المنطقة، وبالتالى ستوجد حربا مذهبية سيكون المستفيد الاول منها اسرائيل التى تسعى لكى يتبدل الصراع العربى الاسرائيلى وحل مشكلة القضية الفلسطينية والاراضى المحتلة ليكون البديل صراعا عربيا ايرانيا تحت مظلة مذهبية. من جانبه، أكد اللواء طيار هشام الحلبى المستشار باكاديمية ناصر العسكرية أن الخطورة تكمن فى استخدام المذهب الشيعى كمظلة لتكوين قوة مسلحة ايا كان مسماها ستعمل تحت مظلة دينية، مشيرا الى ان الحرب الدينية تعد من اخطر انواع الحروب فى الوقت الراهن كما ان العامل المساعد فى هذه الحروب هى تركيبة السكان فى العراق واليمن وسوريا المبنية على التعددية فى المذاهب والتى ابرزها السنة والشيعة وبالتالى دخول هذه الدول فى حرب مذهبية سيؤجج الصراع فى هذه الدول بصورة يصعب السيطرة عليها ، وهو ما سيؤثر بدوره على دول الجوار لهذه الدول والتى معظمهم ممن يعتنقون المذهب الشيعى فمن المحتمل ان يكونوا اداة لاثارة القلاقل داخل دولهم متأثرين بهذه الحرب المذهبية. واشار الحلبى الى ان بناء اى قوات مسلحة محترفة لايكون على الاطلاق على اساس دينى بل يكون على اساس المواطنة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بدون اى انتماءات مذهبية او عرقية وهكذا تكون تركيبة الجيوش المحترفة. وقال الحلبى ان ايران تسعى ان تكون لاعبا اقليميا مستخدمة المذهب الشيعى ليصب هذا الامر فى مصلحة اسرائيل فى المقام الاول لكى يتبدل الصراع العربى الاسرائيلى وحل مشكلة القضية الفلسطينية والاراضى المحتلة ويكون البديل صراعا عربيا ايرانيا تحت مظلة مذهبية مؤكدا انه فى حالة نجاح هذا الصراع سيعمل على تآكل المنطقة بالكامل ووقتها سينقسم العرب تحت مظلة دينية مذهبية وسيتم تأجيج المنطقة لتدخل فى صراع دينى مذهبى وتتآكل القضية الفلسطينية. وأكد اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الاسبق باكاديمية ناصر العسكرية ان هذه التشكيلات الايرانية موجودة بالفعل لدعم الحوثيين فى اليمن وظهر ذلك جليا خلال قتالهم ضد الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بالاضافة الى الدعم القطرى والايرانى حيث كانت ايران تتولى عمليات الصلح بين الحوثيين وصالح حين تتفاقم الامور وتصب لمصلحة الرئيس اليمنى السابق. اما عن العراق فقال الغباري، ان ايران متدخلة فى العراق منذ فترة طويلة وهناك ميلشيات موجودة بالفعل هناك ويتم دعمها بالفكر والسلاح ، وفى سوريا تشارك ايران فى الحرب هناك وتستخدم عناصر من الحرس الثورى الايرانى لمساعدة السوريين ولم يسفر هذا التدخل عن حسم الموقف لصالح الحكومة السورية بصورة كاملة او حتى ساهم فى القضاء على داعش. وفى الإمارات، أكد د. محمد بن هويدن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الامارات، أن إعلان إيران عن تكوين حلف عسكرى تحت شعار «الجيش الشيعى الحر» بأنه عمل يأتى فى سياق السياسة الإيرانية المعروفة فى المنطقة المتمثلة فى التدخل السافر فى شئون الدول العربية وإبراز نفسها على أنها العامل الأساسى والمحرك الرئيسى فى المنطقة. وقال هويدن أن ايران تحاول أن تبعث برسالة واضحة ليس فقط للدول العربية بل للعالم كله أن طهران سوف تستمر فى سياسة المواجهة مع الأطراف الإقليمية والدولية وممارسة أساليب الضغط للاعتراف بالقوة الشيعية المتواجدة فى العراقوسوريا واليمن. وأوضح استاذ العلوم السياسية بجامعة الامارات أن دول الخليج سوف تستنكر هذا العمل بشكل كامل وأنها سوف تستثمر هذا الفعل الإيرانى المستفز لتعزيز الرؤية الخليجية التى تعلنها فى جميع المحافل الدولية بأن إيران لا تسعى الى الحل فى المنطقة بل انها تريد دائما أن تؤجج الصراعات والتوترات فى الشرق الأوسط. وأكد هويدن أن الاعلان عن تكوين جيش شيعى يعتبر تحركا غير قانونى وانتهاكا صارخا للقانون الدولى لايعمل بهدف حماية الدولة ولكن يراد به العدوان على دول المنطقة. وأضاف أن هذا العمل من جانب إيران هو رد فعل على نجاح قوة التحالف العربى بقيادة السعودية فى تحرير اليمن.