أثار ما كشفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس من أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تقيمان منذ نحو شهرين قناة اتصال بواسطة الموفد الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي يتسحاق مولوخو وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صائب عريقات جدلا واسعا علي الساحة الفلسطينية. وانتقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس ما تردد بشأن عقد لقاءات سياسية بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين, مطالبة بوقف المفاوضات مع الاحتلال. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري, إن ما تكشف عن عقد لقاءات بين مولوخو وعريقات, يؤكد أن السلطة لا تزال غارقة في وهم التسوية, وانها مستمرة في التفاوض مع الاحتلال. بينما اعتبر عريقات أن الأنباء التي تحدثت عن عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاؤول موفاز, مجرد بالونات اختبار, نافيا علمه بأي لقاءات مع الجانب الإسرائيلي. وبدوره أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني فتح احمد عساف, أنه لا تراجع عن قرار القيادة والسلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي حتي يتم وقف الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام.1967 وقال عساف إن الادارة الامريكية وأطرافا أوروبية عديدة مارست ضغوطات كبيرة علي السلطة والقيادة الفلسطينية لتتراجع عن قرارها بوقف المفاوضات فضلا عن الابتزازات الاسرائيلية لفرض أمر واقع. وعلي صعيد آخر انتقد عريقات مشروع قرار الكونجرس الامريكي بخصوص التهديد بقطع المساعدات الامريكية عن السلطة الفلسطينية وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن, إذا ما توجهت القيادة إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة, ووصفه بالقرار المؤسف وغير المقبول مؤكدا في الوقت ذاته عزم السلطة اللجوء الي هذا الخيار مهما تكلف الأمر. وأوضح صائب عريقات في تصريحات أمس أن حصول فلسطين علي دولة غير عضو في الأممالمتحدة يجعل فلسطين دولة تحت الاحتلال الإسرائيلي قانونيا وليس أراضي متنازعا عليها كما يروج الجانب الإسرائيلي, وتصبح إجراءات الاحتلال في الاستيطان لا غية وغير شرعية. وأضاف أن التوجه إلي الأممالمتحدة, بعد الفشل في الحصول علي العضوية من مجلس الأمن, من شأنه أن يعزز الموقف الفلسطيني علي المستوي الدولي, لافتا إلي أن تل أبيب لم تبق شيئا من المفاوضات ودمرت خيار الدولتين. وفي سياق متصل, نقلت صحيفتا يديعوت أحرونوت وهاآرتس الإسرائيليتان أمس تحذيرات مجموعة من الخبراء الإسرائيليين بينهم عدد من أساتذة الجامعات المختصين بالشئون الفلسطينية والعربية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في لقاء عقد معه مؤخرا من أن استمرار البناء في المستوطنات والجمود السياسي قد يؤديان إلي اندلاع انتفاضة ثالثة.