تكدس وزحام شديد شهدته لجان امتحانات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية من الطلاب وأولياء الأمور ممن يرفضون نتيجة امتحاناتهم, باحثين عن درجات مفقودة ، وأن درجاتهم الحقيقية أكثر من المرصودة فى درجة الاجابة، فشهدت لجان التظلمات إقبالا شديدا من أولياء الأمور وأبنائهم منذ يوم 26 يوليو الماضى ، وبلغ من تقدموا لإعادة تصحيح الامتحانات نحو 70 ألف طالب بداية تؤكد الدكتورة سعاد الفجال أستاذ تطوير المناهج بالمركز القومى للامتحانات أن نظام التظلمات الذى تتيحه الوزارة صادم، سواء فى تصحيح الأسئلة التى تخضع لوجهة نظر المصحح البحتة ، أو مستواه العلمى وحتى إعادة تجميع الدرجات، مما قد يحرم الطالب من درجات تغير مجرى حياته فى الوقت الذى يضطر فيه لدخول منازعة قضائية مع الوزارة للحصول على حقه ، ومع وجود أخطاء فى التجميع وعدم تصحيح جزئيات من الأسئلة فى الوقت الذى تصمم فيه الوزارة على عدم إعادة التصحيح، لذلك لابد من وضع معايير يتفق عليها الجميع لتلافى هذه المشكلة ، فالطالب يدفع رسوم إعادة التصحيح فى الوقت الذى تشترط عليه الوزارة عدم إعادة التصحيح بل إعادة جمع الدرجات ، وترفض حضور مدرس المادة لمراجعة الدرجات وتوزيعها وتقييم التصحيح ، وتمنع الطالب حتى من استخدام الموبايل للمتابعة مع معلمه ، فالطالب يكون محاصرا ،واذا اعترض على درجة يقولون له اكتب ملاحظاتك التى لا ينظر فيها أحد بالطبع خاصة الأسئلة المقالية ذات التقدير المفتوح ما بين خمس وعشر درجات فى المتوسط ، فتشير مؤشرات خبراء التعليم أنه لا يحصل أكثر من 4% من الطلاب على درجات من التظلمات وتكون عادة مابين 1,5- 5 درجات وهى نادرة ، لا يستفيد منها أكثر من 1% من الطلبة فى تحسين وضعهم بالكليات ، بينما على غيرهم رفع قضية للحصول على الدرجة وتستغرق عدة أشهر مما يضيع على الطالب العام الجامعى الجديد ويعد راسبا فيه ، فلا يجدى الحكم. ويؤكد محمد فتحى موجه بالتعليم أن معظم المصححين منتدبون من مسافات سفر بعيدة ، كما يحدث الاستعانة بمدرسين لإحدى مواد (العلوم العربى) لتصحيح المادة باللغات ، وهم لا يعرفون حرفا واحدا منها ، مضيفا أن أحد رجال الكنترول بالقاهرة روى أن مصححة تاريخ هذا العام قامت بحفظ نموذج الإجابة وهو مختصر ويعتمدا على معرفة المدرس للإجابة بالكامل ، فكانت تعطى درجات عشوائية على الإجابات مع وجود أولاد يحلون إجابات صحيحة لكنها غير موجودة بالنموذج .فلاتعطيهم الدرجة النهائية خوفا من المساءلة وفى نفس الوقت تجد بعض المدرسين يعطوا درجات بلا حساب فى المواد المتنافسة مثل اللغات حتى تكون دعاية لمادتهم ويجذبوا الطلاب لها لغة ثانية . وقال أحمد ماجد ولى أمر طالبة إنه تقدم لكنترول شبرا ، ودفع رسوم التظلم بالبنك وهى مائة جنيه عن كل مادة وحددت لجنة النظام والمراقبة موعداً لابنته للاطلاع على أوراقه. ومع دخول لجنة الإمتحان يلزمونك علانية بشراء نموذج ورقة الإجابة من كشك مجاور أو من شخص يقف بجوار باب الكنترول وتصل إلى ثلاثين جنيها فى بعض الأماكن ،و عشرة جنيهات فى البعض الاخر، مع أن الكنترول ملزم بها ، مشيرا إلى أن ابنته فى شعبة علمى علوم حصلت على 96 % ،وتنقص عن حقها فى الكيميا 3,5 على الأقل، إضافة للفيزياء واللغة العربية التى نقصت فيهما دون مبرر برغم أن إجاباتها تطابق نموذج الإجابة بعد تقدمه بتظلم لإعادة تصحيح أوراقها والاطلاع على نسخة مصورة فى مادة الكيمياء ، وظهر أن المصححين تجاهلوا بعض الإجابات، وأضاف أنه لم ترصدت درجاتها. فهناك خطأ بالتصحيح وإهمال وشطب لبعض الجزئيات ، حيث وجدت ثلاث درجات على الأقل لم يقدرها لها المصحح ، برغم مطابقتها لإجابة الوزارة ، طلب منا المسئول أن نضع الملاحظات فى ورقة التظلم. وأمام لجنة مدرسة السعيدية بالجبزة ، يؤكد حسام مجدى طالب بشعبة الأدبى أنه تقدم لفحص ورقة إجابته فى مادتى اللغة العربية والتاريخ ، فوجد أن إجاباته صحيحة حسب نموذج الإجابة ، غير أن المصححين لم يعطوه الدرجة التى يستحقها وحرموه من أكثر من 8 درجات، وأن هذا اهدار لحقه فى كلية القمة ، لذلك فإن التصحيح يحتاج لإعادة تصحيح لوجود أخطاء للمصحح فى داخل كراسات الاجابة ، مما يهدر فرصت الطالب المجتهد فى الالتحاق بكليات القمة ، لأن نصف الدرجة تفرق فى مجاميع الكليات وأمام لجنة السنية يقول ماهر محمود: إننى حصلت على 43 درجة فى مادة الجيولوجيا برغم أنى أجبت إجابة نموذجية فجئت للإطلاع على ورقة الإجابة,فوجدت إنهم يشترطون أن لا يستعين الطالب بمدرس أو حتى توفير نموذج الإجابة داخل اللجنة وفقط يباع لدى كشك سجائر مجاور ، من جانبها أكدت الدكتورة حنان حافظ رئيس قسم المناهج بجامعة عين شمس أن الخطأ البشرى موجود ولكن تلاشيه يمكن بطرق متعددة أولها أن يتدرب المعلم الذى يصحح الاجابات على فنيات التصحيح وكيفية إدراك ورصد مقاصد الطالب فى الإجابة ولا يكون النموذج جامدا.