جاءت العملية العسكرية يوم الخميس الماضى للقوات المسلحة فى سيناء، والتى نتج عنها مقتل زعيم تنظيم انصار بيت المقدس فى سيناء، و45 من معاونيه وانصاره، وتدمير مخزن ضخم للسلاح، لتؤكد سيطرة القوات على ارض سيناء بالكامل، والعمل الناجح والمشترك لسلاح المخابرات والاستطلاع والتى استطاعت ان ترصد تحركات قائد التنظيم واجتماعه بأنصاره واعطاء التوقيت المناسب لتنفيذ العملية العسكرية الشاملة التى حققت اهدافها بمنتهى الدقة والاحترافية،كما ظهرت تلك العملية التعاون المشترك بين الاسلحة المختلفة التى انهت مهمتها بنجاح باهر. واذا نظرنا الى القوات المسلحة فى سيناء واداء الدور المنوط بها فى القضاء على البؤر والعناصر الارهابية، نجد ان العمل يتم باحترافية عالية جدا، ولكن تضع تلك القوات اولويات ففى المقام الاول الحفاظ على ارواح المدنيين، ففى الفترة الاخيرة وبعد الضربات الموجعة التى نفذتها القوات المسلحة ضد المجموعات الارهابية، بدأت تلك العناصر استخدام اهالى سيناء كدروع بشرية، من خلال الاختباء بين المواطنين والتحصن بمساكنهم لمعرفتهم التامة بأن الجيش المصرى لن يخالف عقيدته العسكرية ابدا، وقد تم إلغاء العديد من المهام القتالية قبل تنفيذها بدقائق بسبب وجود اطفال ونساء فى اماكن اجتماع العناصر الارهابية. ولكن فى العملية الاخيرة استطاعت عناصر الاستخبارات سحب الزعيم واعوانه خارج الكتلة السكانية والتأكد من وصولهم جميعا وتم اعطاء الاشارة، للقوات الجوية التى نفذت قصفها بواسطة الاباتشي. واذا تتبعنا عمل القوات المسلحة على ارض سيناء منذ بداية عملية حق الشهيد، وحتى الآن سنجد الآتي: أولا: تأكدت القوات المسلحة ان عناصر التنظيمات الارهابية الموجودة على ارض سيناء منتشرة فى مواقع مختلفة فى شمال سيناء، وبالاخص فى مثلث العريش ورفح والشيخ زويد، ونظرا لطبيعة الارض فى تلك المنطقة من سهول ووديان وجبال. ثانيا: قررت القوات المسلحة قطع وسائل الامداد والتموين والدعم اللوجستى لتلك العناصر الارهابية منذ بداية عملية حق الشهيد،فتم ردم واغراق اغلب الانفاق التى على الشريط الحدودى مع قطاع غزة ، وانشاء المنطقة العازلة لمسافة كيلو متر فى العمق من الشريط الحدودى للسيطرة على الانفاق، كما نفذت عناصر القوات البحرية بتنفيذ عمليات حصار بحرى شديد حتى لا يتم تسريب السلاح ومعدات القتال للتنظيمات الارهابية. ثالثا: شاركت عناصر قوات التدخل السريع المدربة على اعلى مستوى فى مكافحة الارهاب، بجانب عناصر الجيشين الثانى والثالث، وحرس الحدود والقوات الجوية، والبحرية تحت القيادة المشتركة للفريق اسامة عسكر. رابعا: تم بدء العملية العسكرية الشاملة حيث استخدمت القوات جميع الاسلحة فى دك معاقل الجماعات الارهابية ونتج عن تلك العمليات الاف القتلى والمصابين فى صفوف التنظيمات الارهابية. خامسا: مع اشتداد العمليات العسكرية المكثفة والدقيقة، وقطع عمليات الدعم اللوجيستي، غيرت تلك التنظيمات من استراتيجياتها، عن طريق التحصن بين المدنيين لمعرفتهم بعقيدة الجيش المصري، والاختباء من رجال الجيش. سادسا: اعتمدت العناصر على زراعة العبوات الناسفة على الطرق لاصابة العربات المدرعة التابعة للقوات المسلحة ومحاولات لتنفيذ عمليات اغتيالات لضباط جيش وشرطة من اجل اثبات وجودهم على الارض. سابعا: التحدى الحقيقى كان للقوات المسلحة هو سحب تلك العناصر من الكتل السكانية حتى يتم التعامل معهم واستطاعت عناصر الاستطلاع تنفيذ اهم واخطر عملية فى سحب قائد التنظيم واتباعه الى الخارج والقضاء عليهم تماما. قد يتوقع البعض انه مع قتل قائد التنظيم الارهابى واتباعه فإنه تم القضاء على الارهاب فى سيناء، ولكن هذا الامر غير صحيح فهناك مجموعات اخرى من اعضاء التنظيم موجودون وربما يخططون لعملية ارهابية لاثبات وجودهم فقط .ولكن القوات المسلحة تنتهج مع تلك العناصر سياسة النفس الطويل حتى لا يتم ايذاء اى مدنى فى اى عملية عسكرية . ان القوات المسلحة المصرية تسيطر على كل شبر فى ارض سيناء وتعلم جيدا مواقع اختباء فلول التنظيمات الارهابية ، وقريبا ستنهى تماما على تلك الجماعات لتعود سيناء ارضا للسلام، ويتم الانتهاء من عملية التنمية الشاملة بايدى رجال القوات المسلحة ايضا. [email protected]