لأكثر من نصف قرن ظل السيد يسين باحثا وخبيرا ورئيسا لوحدات بحوث علمية؛ فمنذ منتصف السبعينات عين مديرا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وواصل بعدها الجهود العلمية فأسس المرصد الاجتماعى فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، كما قام بتأسيس, أو بإعادة تأسيس، المركز العربى للدراسات والبحوث والدراسات من كبار الخبراء فى الاقتصاد وعلم السياسة وعلم الاجتماع وعلوم الإعلام والاجتماع، إلى غير ذلك من المؤسسات والمراكز العلمية. كانت هذه المقدمة ضرورية قبل أن نصل إلى هذا العمل الذى مثل (الدينامو) المحرك فيه «إشرافا وتحريرا» السيد يسين الخبير الإستراتيجى والسياسى الكبير. وهو العمل الذى صدر أخيرا والذى اعتمد فيه صاحبه، على هذا العدد الكبير من الباحثين الجادين عبر مشروع «الخريطة المعرفية للشرق الأوسط» وعبر نظرية «عودة الدولة التنموية» وما إلى ذلك عبر الجهود السياسية والمعرفية الحيوية. وعلى هذا النحو، نحن أمام عمل ضخم يتشكل من ثلاثة عشر فصلا, يناقش أهم المشكلات التى تواجه الدول التنموية الراهنة- ومصر من أهمها - منها النظام السياسى وتوجهات السياسة الخارجية والسياسات الاقتصادية الجدية والممارسة السياسية الواقع والمستقبل والمشكلات الاجتماعية الراهنة وسياسات الشباب والأوضاع الثقافية والسياسية الثقافية الجماهيرية المقترحة وتطوير السياسات التعليمية وترشيد السياسة الإعلامية ودور الإعلام فى مواجهة الإرهاب.. إلى غير ذلك من القضايا التى شارك فيها هذا العدد الكبير من المتخصصين الواعين بخطورة الفترة الراهنة وهى القضايا التى يؤكد السيد يسين عنها من آن لآخر، أنه يقدم قراء نقدية للسياسات القائمة ويقترح بدائل لها. شارك فى الكتاب,إضافة إلى ما كتبه السيد يسين من أبحاث بقلمه, عدد كبير من العلماء والخبراء منهم (مع حفظ الالقاب العلمية): محمد السعيد إدريس (توجهات السياسة الخارجية) وإبراهيم نوار (رؤية لبناء القدرة على المنافسة والتشابك الاقتصادى مع العالم) ويسرى العزباوى (الممارسة السياسية الواقع والمتطلبات) وأحمد بدوى (المشكلات الاجتماعية الراهنة) ونبيل عبد الفتاح (الأوضاع الثقافية) ود. محمود عبدالله وهانى سليمان (سياسات الشباب) وضياء زاهر (تطوير السياسة التعليمية) وشريف اللبان (ترشيد السياسة الإعلامية) ود. إبراهيم سيف وبسام صلاح (المحليات) وأحمد قنديل (مجلس النواب المصرى وتحديات الطاقة), وغيرهم ممن أسهموا مع تخصصهم الدقيق فى هذا التوصيف والتحليل النقدى الواعى الجاد للمشكلات المصرية الراهنة، خاصة حين يقوم كل خبير فى تخصصه بالوصف الدقيق للمشكلات المصرية الراهنة, فى ضوء نظرية المفكر السيد يسين التى أطلق عليها «عودة الدولة التنموية» وتحدث عنها فى بدايات هذا الكتاب وعبر فصوله الثلاثة وهى فصول محورية تؤكدها هذه العناوين الثلاثة الدالة: (النظام السياسى للدولة التنموية) و(نحو سياسة ثقافية جماهيرية) و(دور الاعلام فى مواجهة الأرهاب). ومما تم طرحه المشروع البحثى الكبير الذى وضع خطته وأشرف على تنفيذه فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى بداية التسعينات من القرن الماضي. وقد خرج من هذا المشروع ثلاثة كتب تحت إشرافه وإعداد د. ليلى عبد الجواد ود.علاء مصطفى ثم محمد هاشم وإبراهيم غانم وفؤاد السيد وقد تم هذا المشروع البحثي, كما يقرر، فى إطار برنامج تقييم السياسات والبرامج الاجتماعي. وعلى هذا النحو يمكن الاقتراب أكثر من الملامح الأساسية للمجتمع المصرى بعد ثورة 25 يناير. ثم يقدم عرضا موجزا للأوضاع الاجتماعية والثقافية الراهنة, داخلا إلى صميم الموضوع بالتركيز على التنمية الثقافية الجماهيرية على اعتبار أنها الفلسفة التى تقوم عليها السياسة الثقافية المقترحة. والملاحظ عن منهج السيد يسين أنه بعد أن يعرض أفكاره عبر الصحف كالأهرام والحياة، فى مقالات نقدية واعية, فضلا عن الندوات والتجمعات العلمية، وإيمانا منه بدور الإعلام ، فإنه يعود بعد نشر المقالات واستيعاب ردود الأفعال والمراجعات، إلى عرض ما يطرح على هذه القضية أو تلك، وإلى العمل على إحداث حالة من الحراك الفعلى الإيجابى. الكتاب: الدولة التنموية المؤلف: مجموعة من الخبراء تحت إشراف وتحرير السيد يسين الناشر: المركز العربى للبحوث والدراسات