* أردوغان يدعو الأتراك إلى البقاء فى الشوارع ويتوعد الانقلابيين بدفع الثمن غاليا * أنقرة تطالب واشنطن بتسليم جولن .. وتبدأ تطهير الجيش من عناصر «الدولة الموازية»
أعلنت السلطات التركية أنه تم إحباط محاولة انقلاب عسكرى ضد حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واتهمت فتح الله جولن الذى يتزعم حركة «خدمة» بتدبير هذه المحاولة الفاشلة، وذلك فى الوقت الذى دعا فيه أردوغان الأتراك بالبقاء فى الشوارع، وتوعد من وصفهم بالخونة بدفع الثمن غاليا. وذكر المسئولون الأتراك أنه تمت إقالة خمسة جنرالات و29 كولونيلا من مناصبهم. ودعا أردوغان الأتراك إلى البقاء فى الشارع، وكتب على «تويتر» : «علينا أن نبقى مسيطرين على الشوارع، لأنه ما زال من الممكن قيام موجة تصعيد جديدة». وأشار أردوغان إلى أنه كان هدفا للاغتيال حيث تم قصف الفندق الذى كان ينزل فيه فى مرمريس بعد رحيله منه. وأرسل الرئيس التركى برسالة نصية عبر الهاتف إلى الشعب يطالبه بالذود عن الديمقراطية والسلام، ودعا فيها أيضا الشعب إلى النزول للشوارع فى مواجهة «فئة قليلة». وفيما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن آلاف المواطنين نزلوا فى مظاهرات بمدن تركية مختلفة للتنديد بمحاولة الانقلاب، أفادت وسائل إعلام تركية أخرى بخروج مظاهرات محدودة فى إسطنبول مؤيدة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية. وقالت إن «المخطط للانقلاب فى تركيا هو المستشار القانونى لرئيس الأركان التركية الكولونيل محرم كوسا، مشيرة إلى أنه أقيل من منصبه». ومن جانبه، أكد بن على يلدريم رئيس الوزراء التركى أن المرحلة الأولى من الانقلاب انتهت، داعيا المواطنين الأتراك إلى الانتشار فى الشوارع والميادين حاملين الأعلام التركية. وقال يلدريم، وإلى جواره وزيرا العدل والداخلية وقائد الجيش فى مكتبه فى أنقرة، إن «الوضع تحت السيطرة التامة». وأضاف أن الرئيس أردوغان والشعب التركى تمكنا معا من هزيمة الانقلاب، وأن هؤلاء الذين فتحوا النار على المواطنين أسوأ من منظمة حزب العمال الكردستانى الإرهابية، على حد تعبيره. وتابع أن الحكومة ستدرس إجراء تعديلات قانونية من أجل تنفيذ عقوبة الإعدام على الانقلابيين، على الرغم من أن هذه العقوبة غير موجودة فى الدستور، وقال إن جولن زعيم لتنظيم إرهابي، وإن تركيا طلبت من الولاياتالمتحدة تسليمه، مشيرا إلى أن أى دولة تقف إلى جانب جولن لن تكون صديقة لتركيا وستعتبر فى حالة حرب مع أنقرة. وأشار رئيس الوزراء التركى إلى أن إجمالى الأشخاص الذين لقوا مصرعهم فى محاولة الانقلاب فى تركيا ارتفع إلى 265 قتيلا و1441 مصابا. وفى الوقت ذاته، أعلن قائد الأركان بالنيابة الجنرال أوميت دوندار «إحباط محاولة الانقلاب»، مشيرا إلى اعتقال ثلاثة آلاف عسكرى على ارتباط بالمحاولة الانقلابية، وإعفاء 2745 قاضيا من مناصبهم، فيما قام حوالى 200 جندى كانوا لا يزالون متحصنين فى مقر رئاسة الأركان فى أنقرة بتسليم أنفسهم لقوات الأمن التركية. وتوعد الجنرال دوندار «بتطهير الجيش من عناصر الدولة الموازية»، فى إشارة إلى حركة جولن. وقال دوندار أيضا إن جنودا شاركوا فى محاولة الانقلاب يحتجزون عددا من القادة العسكريين رهائن، موضحا أن تركيا «طوت صفحة» الانقلابات إلى الأبد ولن يعاد فتحها مرة أخرى أبدا. وعلى صعيد الأحزاب السياسية التركية، أدان زعيم حزب الشعب الجمهورى كمال كيلتش دار أوغلو محاولة الانقلاب، مشددا على أهمية الدفاع عن الديمقراطية وعن تركيا التى عانت كثيرا من الانقلابات العسكرية. وقال: «لا نريد إعادة تجربة نفس الصعوبات ونحافظ على إيماننا الكامل بالديمقراطية واحترام إرادة الشعب» . وأجرى زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلى اتصالا هاتفيا مع يلدريم، مؤكدا له رفض حزبه محاولة الانقلاب والوقوف إلى جانب الحكومة، كما أعلن الرئيس المشارك صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسك أداج لحزب الشعوب الديمقراطية الكردى أنه لا يمكن لأحد أن يضع نفسه فوق إرادة الشعب خصوصا فى هذه الفترة الصعبة والحرجة التى تمر بها تركيا وفى جميع الظروف ومن حيث المبدأ نعارض كافة الانقلابات. من جهة أخري، أصدرت السلطات التركية تنبيها بأسماء أعضاء بارزين بحركة جولن، من بينهم صحفيون، لمنعهم من السفر. واكتشفت السلطات وجود قائمة بأسماء من سيتولى السلطة فى البلاد فى حالة نجاح الإنقلاب. وفى غضون ذلك، تواصلت حالة الفوضى فى العاصمة أنقرةوإسطنبول حيث ألقت طائرة قنبلة بالقرب من القصر الرئاسى فى العاصمة، فيما قامت طائرات حربية من طراز «إف-16» بقصف دبابات للانقلابيين فى جواره. وفى الوقت ذاته، ذكر بيان عبر البريد الإليكترونى من عنوان المكتب الصحفى لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية أن مجموعة الضباط أطلقت على نفسها «حركة السلام من الداخل» التى تقف وراء محاولة الانقلاب، مازالت تقاتل بإصرار كل من يحاولون معارضتها. ودعت هذه المجموعة الناس إلى أن يلزموا بيوتهم من أجل سلامتهم. وبحلول الساعات الأولى من صباح أمس، استمر النواب فى الاختباء فى الملاجئ داخل مبنى البرلمان فى أنقرة بعد أن تعرض المبنى لإطلاق النار من دبابات، وأظهرت لقطات فيديو تضرر مبنى البرلمان بشدة، كما أظهرت أشلاء أمام مبنى المخابرات. وفى هذه الأثناء، ندد الداعية فتح الله جولن خصم أردوغان، «بأشد العبارات» بمحاولة الانقلاب فى تركيا، فى بيان مقتضب أصدره مساء أمس الأول.