الإهمال وفقر الخدمات كان سمة عامة في معظم قري محافظات أسيوط ولكن ماتتعرض له قرية بني مر في المحافظةكان أمرا متعمدا علي امتداد عهد الرئيس المخلوع والسبب في ذلك انها كانت القرية التي شهدت ميلاد الزعيم الراحل عبدالناصر. حيث تعمدت الانظمة السابقة تهميشها سياحيا بالامتناع عن تحويل منزله لمزار سياحي وإهمال تطوير المرافق والخدمات بالقرية تقليلا من شأن الزعيم!! فتلك القرية التي استقبلت رؤساء الدول وقادة الشعوب فيما مضي حيث كان الرئيس الراحل يحب أن يصطحبهم الي هناك أحيانا لم يزرها مسئول رفيع المستوي خلال الأعوام الماضية اللهم إلا بعض مرشحي الرئاسة في الأيام الأخيرة ولم يتفاعل أي من الفنانين بذلك العبق التاريخي الذي يسيطر علي زائري القرية ليحولوا منزل الزعيم لمتحف فني عظيم أو دار للكتب لتحكي تاريخه المجيد وكيف استطاع أن يرفع رأس كل المصريين الي عنان السماء! بل لم يكف المتربصون عن وضع القرية خارج نطاق الخدمة من ناحية تدني مستوي التنمية وجودة الخدمات بها يقول عبدالناصر طه حسين ابن عم الزعيم الراحل والمقيم بقرية بني مر أن القرية تضم منازل العائلة والتي مازالت تعيش فيها, تحمل ذكريات زمن جميل استطاع فيها ابنهم جمال عبدالناصر أن يسطر اسم عائلته في صفحات التاريخ, وأوضح أن عائلة الزعيم مترابطة تماما وتلتقي في كل المناسبات, وأشار الي أنهم استضافوا الزعيم ومعه مجلس قيادة الثورة في اثناء عملهم, كما زار المنزل الرئيس السابق السادات. ويقول محمد عليوة معد برامج بالتليفزيون وأحد أبناء قرية بني مر, أن منزل الزعيم الراحل وطبيعته الوعرة صنعت مناخا جادا أهل لميلاد زعيم مصري بل وعربي ناطح السحاب, وجعلته بالفعل رئيسا أكثر قربا للفقراء حيث ينتمي لطبقتهم, ويعتبر منزله والحالة الاجتماعية لأسرته شاهدا علي نزاهة وعدم استغلال أقاربه للمنصب لكون ابنهم رئيسا لمصر, ولشدة حيادية هذا الرمز الشامخ, افتقدت قريته العديد من الخدمات التي لم تصل إلا بعد وفاته, وهذا يدل علي أصالة ونزاهة عبدالناصر. ويضيف أن القرية مازالت تفتقد خدمات مثل استكمال مشروع الصرف الصحي المتوقف وتحديد كردون للمباني إضافة لمشكلات مستعصية مثل البطالة المتفاقمة يوما تلو الآخر, ويتساءل عليوة الي متي نظل نغفل اسم عبدالناصر في أسيوط, حيث خلت كل الشوارع والميادين من اسمه أو حتي تمثال يرمز له, واستطرد قائلا لو كان عبدالناصر زعيم العرب فنانا مشهورا أو لاعب كرة قدم لامعا مع الاحترام للجميع لكان المسئولون تهافتوا علي إقامة تمثايل له أو إطلاق اسمه علي الشوارع والميادين. وأشار الي أن أهالي القرية والمركز الذي ينتمي إليه الزعيم وهو الفتح قرروا أن يجابهوا التجاهل والتهميش من النظام السابق بحفر اسمه في شهادات الميلاد الخاصة بأبنائهم الذين حرصوا علي أن يبدأ الأبناء حياتهم وهم يحملون اسم زعيم جحده النظام السابق, ورفض أهله أن يمحوه الزمن فلا تجد بيتا أو منزلا أو كوخا إلا فيه من يحمل اسم جمال عبدالناصر, ناصر أو جمال فقط, مما يؤكد أن صعيد مصر مازال يحمل كل الفخر والاعتزاز. وختم كلامه قائلا إن ناصر زعيم يمكن أن تختلف معه ولكن من المستحيل أن تختلف عليه, وكان رموز النظام السابق في الصعيد خاصة بأسيوط لا يعرفون عبدالناصر إلا في خطبهم لكسب تعاطف الجماهير في أسيوط والحشد الشعبي لتحقيق أغراضهم, وهذا يدل علي أن لديهم ايمانا ضمنيا لقيمة رمز شامخ كعبدالناصر. ومن جانبه قال جمال عسران المحامي والقيادي الناصري بأسيوط إن أسيوط تعد من أكثر المحافظات فقرا وأحد أبنائهم يكاد يكون زعيما لفقراء العالم, يتخذه قادة العالم مرجعا وملاذا لنصرة الفقراء في كل العالم. لذلك تستحق أسيوط لأجل الزعيم ان تكون واحدة من أكبر المحافظات الجالبة للسياحة في مصر, فإذا ما أنشيء فيها متحف لابنها عبدالناصر سيكون بالقطع مزارا جاذبا لكل محبي القومية العربية وما أكثرهم, ولكل الاشتراكيين بالعالم الذين يقدرون نضاله, وكل مناهضي البؤس الاجتماعي.