قال تعالي "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين". ولقد جاءت كلمة ابليس ووردت في القرآن الكريم 11 مرة, والشيطان تكرر ذكره في القرآن الكريم بمشتقاته المختلفة 88 مرة. فأبليس بأعوانه وجنوده, يتلبّسُ على بني آدم بجميع فئاتهم وأماكنهم ومراكزهم, وليس هناك أحدٌ من خلق الله بعيدٌ عن اغواء هذا العدو اللدود الذي أقسم بعزة الله أنه سيغويهم كما في قوله تعالى في سورة الأعراف. وقد بدأ استخدام شخصية الشيطان في الأدب العالمي مع" كتاب فاوست" الذي نشره جيسون كولافيتو في فرانكفورت سنة1587 وقد جاء في هذا الكتاب ان فاوست، كان ذكيا ووالده فقيرا معدما، فتبناه عمة، وأدخله الجامعة ليدرس اللاهوت. وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، ضاق ذرعا بكتب اللاهوت وانكب على كتب السحر والتنجيم واستحضار الأرواح. وحينما برع في ذلك أقدم على استحضار روح ميفستوفيليس (أحد الشياطين السبعة في القرون الوسطى)، ووقع معه عقدا بدمه. يقوم ميفستوفيليس بموجبه بتلبية كافة طلباته وتحقيق طموحه العلمي مقابل أن يهبه فاوست روحه بعد أربعة وعشرين عاما. وعندما حانت الساعة وأتى ميفستوفيليس ليأخذ روحه، حاول عبثا أن يتفادى تلك النهاية. ولم يشفع له الندم والبكاء، فقتله ميفستوفيليس وشوه جسده بطريقة تقشعر لها الأبدان. وقد أثار هذا الكتاب جدلا حول حقيقة فاوست التاريخية. وتوصل الباحثون الى أن فاوست عاش فعلا في رودوس ووتنبرج. وشاع ذكره كعالم وساحر. ولذا جذبت شخصية فاوست اهتمام عدد كبير من الأدباء. وكان لها فعل المد والجزر. لكن الذي أخرجها الى النور وأعطاها الحياة لتصبح اعمالا أدبية مميزة, واصبح فاوست مارلو وجوته، النموذجين المثاليين والمرجعين الرئيسين لكل كاتب وفنان بعدهما. ورغم تعدد المسلسلات في السباق الرمضاني لهذا العام إلا أن هناك مسلسلات قليلة استطاعت تقديم مبررات قوية تجعلها جديرة بالمشاهدة, ومنها مسلسل ونوس للنجم الكبير “يحيى الفخراني” الذي كتبة “عبد الرحيم كمال” وإخراج “شادي الفخراني” والذي اكتسب منذ الحلقة الأولى تشويقا جعله يستحق المشاهدة لأنة يجمع بين عناصر المتعة والتفكير والحبكة الفنية بالأضافة الي الأداء الفني العالي والمتمكن لكل ابطال المسلسل ويأتي في مقدمتهم الفنان الكبير نبيل الحلفاوي والنجمة الكبيرة والجميلة هالة صدقي التي جسدت شخصية الأم المصرية بأقتدار بكل تفاني وتضحية ليعتبر بمثابة نقلة نوعية وكلية لهالة صدقي التي ابكتنا بكل صدق كما كانت تضحكنا علي مدار سنوات ايضا بكل حب وصدق. هذة ليست المرة الأولى التى يتم فيها تقديم الصراع بين الإنسان والشيطان، ولكن المعالجة جديدة، وكتبت بشكل ذكى، فكل كلمة لها موضعها. فونوس هو لحظة الغفلة كما قال في المسلسل الرائع. فأحذروها..واتقوا الله واذكروة كثيرا. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى