مشهد مراسم دفن الشهداء وتدمير المقابر في الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة كان السبب في استفزاز المخرج التونسي شوقي الماجري ليقوم بكتابة سيناريو مملكة النمل الذي شاركه في كتابته السيناريست خالد الطريفي. مملكة النمل هو فيلم من انتاج تونسي سوري مصري شارك فيه اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري وتبلغ ميزانيته نحو مليوني ونصف دولار ومن المتوقع أن يتم عرضه في شهر سبتمبر المقبل وسيكون العرض الأول في عشر دول عربية بالتوازي وفق ما صرح به المنتج التونسي نجيب عياد أحد منتجي الفيلم. ويعد مملكة النمل أول فيلم طويل لشوقي الماجري بعد عدد من المسلسلات البارزة مثل: الاجتياح وهدوء نسبي وأسمهان وابناء الرشيد. والماجري يزور الآن مصر لتصوير مسلسل تاريخي كبير عن الحملة الفرنسية تشارك في بطولته الفنانة ليلي علوي. وقد تم تصوير أغلب مشاهد مملكة النمل داخل سوريا أما باقي المشاهد فتم تصويرها في تونس بين مغارات الهوارية شمال شرق تونس ومنها الي المهدية. ويرجع سبب اختيار تلك المناطق إلي أنها تحمل بجوفها التاريخ بعيدا عن مساويء الحضارة وما تخلفه من دمار. ورغم الرطوبة المرتفعة التي اصابت جميع العاملين بالارهاق الشديد أثناء التصوير داخل الكهوف إلا أن متعة العمل والايمان برسالة القضية الفلسطينية جعلت الجميع في حالة إصرار علي أن يخرج العمل في أفضل حال. ونشاهد في مملكة النمل ثلاثة أجيال من الفلسطينيين يقاوم كل منهم بطريقته وأسلحته المتاحة. فأبو النمل هو شيخ فلسطيني يعيش داخل الانفاق ويحتفظ بعظام الشهداء الذين قتلوا دفاعا عن فلسطين وينقل ذكراهم وتاريخهم إلي الأجيال القادمة, أما طارق وجليلة فهما شابان من المقاومة الفلسطينية تجمعهما قصة حب حيث تنجب جليلة ابنها سالم وهي في السجن فيسير علي خطي ابيه إلي أن يستشهد دون أن يتمكن والده المطارد من رؤيته. الفيلم بطولة الممثل السوري جميل عواد الذي يلعب دور أبو النمل مع صبا مبارك وعابد فهد وجولييت عواد ومنذر ريحانا. ويحمل مملكة النمل دعوة صريحة لفضح الصهاينة لما يقومون به من تجريف للقبور الفلسطينية. ويري المخرج شوقي الماجري أن الحياة الحقيقية هي الحياة الموجودة في الانفاق حيث يعيش المقاومون الفلسطينيون أما ما يحدث فوق الارض فهو مرعب ومليء بالدمار والقتل. ويقول: الانفاق هي الحياة الحقيقية بسحرها وحميميتها إذ ينبع فيها الحب بدون مصالح ويتم التزاوج بين الأفراد من أجل الاستمرار. الأنفاق في مملكة النمل ترمز إلي الهوية والتمسك بالجذور الحضارية وبأرواح شهداء فلسطين وليس لها علاقة بما يحدث في أنفاق قطاع غزة التي هي معبر للتهريب. مملكة النمل يحمل لنا عالمين.. عالم خارجي فوق الأرض وعالم باطني تحتها يعكسان الحياة الثنائية للشعب الفلسطيني في نضاله اليومي من أجل استرداد أراضيه المستعمرة.. مملكة النمل عمل يخاطب الضمير العربي حتي لا ننسي.