يبدو ان الحظ والاستعجال لم يكونا فى صالح الثلاثى يوسف معاطى مؤلفا و رامى امام مخرجا و راس المثلث عادل امام ممثلا كبيرا , فالحظ لم يحالف الكاتب الكبير يوسف معاطى لكى يقدم وجبته الدرامية التى من المفترض ان تكون محبوكة اكثر مما نراه الان عل الشاشة , لقد اراد يوسف معاطى ان يرسم صورة مصغرة من الحال العربى المفكك داخل منزل ( مأمون مباشر ابوالعطا ) حيث الاب البخيل الذى يقطر على اولاده و زوجته , مما يدفعهم للهجرة بعيدا عن بخله , تائهين فى ارض الله الواسعة دون هدف واضح مما جعلهم عرضة للتورط فى زيجات فاشلة لم تعد عليهم الا بالمشاكل المادية و التى اجبرتهم على العودة الى حضن ابيهم الذى افتقدوه منذ الصغر فلم يجدوا شيئا قد تغير , فمازال الاب عنيدا , بخيلا فى ماله و فى مشاعره ايضا , ,,,,,,, قصة عادية لا جديد فيها سوى ان حاول المؤلف ان يضفى صبغة سياسية عليها من خلال زيجات الابناء من يهودية و مسيحية , بالاضافة الى زوج ابنته المتطرف و الرافض للتعامل مع اصحاب الديانات الاخرى , و لكنهم جميعا لا يرفضون التعامل مع السفير الامريكى الذى يرعاهم و يمدهم بالدولارات الامريكية لزرع الانشقاق بينهم بهدف شراء البيت , بيت مامون , فى اشارة واضحة للبيت العربى المطلوب تمزيقه , و الفكر دراميا مقبولة و لكن ينقصها الكثير من العمق و الذى لا يختلف مع الكوميديا و لعلنا نذكر رائعة الفنان محمد صبحى ( ماما امريكا ) و التى رصد فيها معاناة العالم العربى مع التبعية الامريكية مع قدر عال من الكوميديا . فريق العمل فى افضل حالاته , فالكل يتمتع بلياقة فنية عالية فى مقدمتهم الفنانة الجميلة لبلبة التى تثبث فى كل مرة ان خطوط الزمن ليست فى الوجه و لكنها فى الروح , فمازالت لبلبة تتمتع بنفس القدر من الحيوية التى تتناسب مع سنها , اما ايقونة العمل فهو الفنان الجميل مصطفى فهمى , فعلى الرغم من ضعف دوره دراميا , الا ان وجوده بجانب عادل امام فى رمضان اعاد للاذهان ملحمتهما الوطنية الرائعة ( دموع فى عيون وقحة) و التى قدماها لنا فى رمضان 1982 اى منذ 34 عاما , ايام المجد التليفزيونى المصرى حينما كنا نلتف حول وجبة درامية واحدة قبل ان تنشق الوجبات و تتفرع بين الفضائيات . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا