أكد الدكتور محمد سكران رئيس مجلس إدارة رابطة التربية الحديثة أن ظاهرة التسريب والغش فى الامتحانات تكشف عن خلل مجتمعى، وإهدار للقيم والأخلاقيات النبيلة وتكافؤ الفرص بين الطلاب، وتكريس لثقافة تزييف القدرات، خاصة فى ظل التطورات المذهلة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأوضح أن الرابطة تدارست بشكل علمى هذه الظاهرة الخطيرة، وأصدرت تشخيصا علميا لها، وذلك انطلاقاً من الدور التربوى للرابطة، ورسالتها فى العمل على نهضة التعليم وإثراء الفكر التربوى. وحذر من الآثار التربوية والمجتمعية والثقافية الخطيرة، لما يحدث فى امتحانات الثانوية العامة من عمليات التسريب والغش، والتى تمتد بخطورتها على الأمن القومى المصرى. وأوضح أن هذه الظاهرة تعد مؤشراً خطيرا لما يعانى منه التعليم المصرى من قصور وخلل فى كل منظوماته، ومراحله وأنواعه: تعليماً وتعلماً، مناهج وطرائق، امتحاناً وتقويماً، معلمين وطلابا، إدارة وتنظيماً. وقال: إن الرابطة ترى أنه لمواجهة هذه الظاهرة، وما يعانيه التعليم المصرى من خلل وقصور، والعمل على النهوض به، والقيام بدوره فى بناء المجتمع وتحديثه فى جميع المجالات يجب النظر إلى التعليم على أنه يشكل قضية أمن قومى بمفهومه الشامل بجميع الأبعاد العلمية والتعليمية، المجتمعية والثقافية، الاقتصادية والسياسية وأنه الطريق إلى النهضة والتقدم، واحتلال مصر المكانة اللائقة بها فى جميع الميادين والمجالات، وعلى كل المستويات. وشدد الدكتور محمد سكران على ضرورة توافر رؤية متكاملة تستهدف تحقيق آمال وتطلعات المصريين نحو التعليم، والتعامل مع التعليم على أنه يشكل المشروع القومى لمصر المستقبل، وضرورة إحداث تغيرات جذرية فى جميع جوانب منظومة التعليم وفى القلب المناهج والمقررات الدراسية والامتحانات المدرسية التى تعانى الجمود والتخلف وتكرس ثقافة الحفظ والاستظهار، بل وتعد شكلا وموضوعا من أهم أسباب انتشار ظاهرة الغش والتسريب بين الطلاب. وأشار إلى أن الرابطة تطالب بالاهتمام بالمعلم: إعدادا وتدريباً، والارتقاء بمستواه ثقافياً ومادياً، وأيضا توافر الإدارة المدرسية والقيادات التعليمية ذات الكفاءة العالية والقدرة على إدارة منظومة التعليم وفق رؤى علمية وإدارية وعلى مستوى أهمية هذه المنظومة بكل أنواعها ومراحلها. كما تطالب بضرورة الاهتمام بالمدرسة مبنى ومعنى، وإعادة دورها الثقافى والاجتماعى، وتمكينها من مواجهة التغيرات والتطورات المحيطة بها، وأن أى تعديل أو تغيير للثانوية العامة، ينبغى أن يتم فى ضوء رؤية تطورية شاملة لمختلف السنوات والمراحل التعليمية السابقة والموازية واللاحقة لها. ولفت إلى أنه من منطلق الحرص على المساواة وتحقيق تكافؤ الفرص فى الالتحاق بالجامعات والتعليم العالى ترى الرابطة ضرورة الحفاظ على «مكتب التنسيق» ودعمه، والعمل على تطويره لتحقيق مهامه التنظيمية والتوزيعية للطلاب بأعلى درجة من الكفاءة، دون الإخلال بوظيفته الأساسية فى عمليات التوزيع على الكليات الجامعية والتعليم العالى، وفقا للدرجات التى يحصل عليها الطلاب فى امتحانات الثانوية العامة. وأعلن أن الرابطة تتحفظ على الأخذ بما يسمى «اختبارات القدرات» فى توزيع الطلاب، حفاظاً على تحقيق العدالة والمساواة، ودرء الشبهات المرتبطة بهذه الاختبارات وأن هناك عشرات المقترحات التى يمكن الأخذ بها فى إطار رؤى واضحة ومحددة تعتمد فى المقام الأول على الخبراء والمتخصصين، ومشاركة ممثلين عن مختلف الهيئات والمؤسسات، بل وبمشاركة الطلاب، وأولياء الأمور فى عمليات الإصلاح والتطوير. وأكد أن رابطة التربية الحديثة ترى ضرورة أن يتم العمل فى إصلاح وتطوير التعليم المصرى، وفق استراتيجيات محددة قادرة على مواجهة التغيرات والتطورات المعاصرة، وتحديات المستقبل، ويمكن أن يتحقق هذا من خلال وجود مجلس قومى للتعليم يتمتع بالاستقلالية، والحيادية، بعيداً عن التقلبات السياسية، مستهدفا فى المقام الأول المصالح العليا للوطن، وإحلال مصر المكانة اللائقة بها بين الأمم، وهى بذلك أحق وأجدر لأنها مصر: التاريخ، والحضارة والاستنارة.