كما وصف «الأهرام» في تقريره أمس عن امتحانات الثانوية العامة، فقد نجحت »ألاعيب التكنولوجيا« في اختراق السرية حيث تمكنت من تسريب امتحانات اللغة العربية والتربية الدينية، مما يؤثر أولا علي نفسية الطالب الذي اجتهد واستذكر دروسه واستعد جيدا للاختبار، فقديما قالوا « عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، ولكن يبدو أن ألاعيب التكنولوجيا ستغير من مضمون هذا المثل الشعبي لتكون امتحانات الثانوية العامة مجرد نزهة، وهي التي كانت محل رهبة نفسية وعصبية للطلاب. وبينما كانت امتحانات الثانوية العامة وضرورة تأديتها في أجواء آمنة ضمن جدول أعمال مجلس الدفاع الوطني ، إلا أن لب الأزمة في هذا الموضوع الذي أصبح متكررا وليس مجرد ظاهرة عابرة بل أمرا واقعا، أن كل مسئولي وزارة التربية والتعليم ابتداء من الوزير الي ما دونه من قيادات يلحون طوال الفترة السابقة للامتحانات علي أنه لا غش هذا العام وأن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات الكفيلة بمنع الغش أو تسريب الامتحانات.. حتي أن الوزير حذر من عقوبة الغش بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وغرامة تصل إلى 50 ألف جنيه، إلا أن قدرات الطلاب التكنولوجية الإبداعية فى الغش الإليكتروني فاقت أساليب مواجهة مسئولى الوزارة. لقد أخلت ظاهرة تسريب الامتحانات بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وهو المبدأ الذي يفصل بين طالب اجتهد وآخر آثر اللعب علي الاستذكار، ناهيك عن أن الظاهرة تمثل أمرا خطيرا يتعين علي جميع الجهات المعنية التصدي له بقوة وبسرعة في آن..ولهذا، يتعين أن نقول بصراحة إن تسريب الامتحانات حتي وإن كنا في بدايتها، فهي تنم عن خلل خطير بالمنظومة التعليمية وانتهاك لكل القواعد المرعية بما يتطلب سرعة التصدي لها وكذلك سرعة ضبط عصابات تسريب الامتحانات والتوصل إلي الجهات التي تمول هذه العمليات المرفوضة دينيا ومجتمعيا، وكشفها أمام الجميع. ناهيك عن التلاعب بأعصاب الطلاب الذين استعدوا تماما لأداء الامتحان بعد فترة عصيبة عليهم وأسرهم معا، فكل المصريين في انتظار نتائج تحقيقات التربية والتعليم للوصول إلي الجاني الحقيقي المسئول عن هذه الجريمة قبل إلباسها لمواقع التواصل الاجتماعي التي تعد مجرد حلقة في منظومة الغش..ونحن أيضا في انتظار مناقشات لجنة التعليم بمجلس النواب مع قيادات وزارة التعليم . لمزيد من مقالات رأى الاهرام