فى الوقت الذى يصوم فيه المصريون شهر رمضان الكريم تحل الذكرى ال 43 لحرب أكتوبر المجيدة.. هذه الحرب التى أظهرت كفاءة المصرى والعربى وارتفاع مستوى قدرته على استيعاب واستخدام الاسلحة الحديثة والمعقدة بما فيها الأسلحة الالكترونية، فقد أثبت المخطط والقائد والمقاتل قدراته الحقيقية فى ميدان القتال، كما فرضت على العالم أن يعيد حساباته بالنسبة لموقفه من النزاع العربى - الإسرائيلى وأصبحت تدرس فى أعلى المعاهد العسكرية فى العالم. ورغم مرور هذه المدة الطويلة مازال البعض يتساءل : هل كانت حرب تحرير أم تحريك؟ وللاجابة لابد من الرجوع إلى التوجيه الاستراتيجى الذى وجهه الرئيس الراحل (بطل الحرب والسلام) محمد أنور السادات بوصفه رئيس الجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وقتها يوم 9 رمضان 5 أكتوبر 1973 حيث تضمن الآتي: تكليف القوات المسلحة بإزالة الجمود العسكرى الحالى بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من 6 أكتوبر 1973. تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة من الأفراد والأسلحة والمعدات. العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور الامكانيات وقدرات القوات المسلحة على أن تنفذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة منفردة أو مع القوات المسلحة السورية، وهذا هو توجيه الرئيس السادات. يوضح لنا هذا التوجيه الاستراتيجى أن الهدف الذى أراده الرئيس السادات من الهجوم العسكرى لم يكن استرداد الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى يونيو 1967 (شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة) ولم يكن كذلك تدمير الجيش الإسرائيلى وانزال هزيمة قاصمة به، ذلك لأن امكانات مصر العسكرية وقتها لم تكن تسمح بتحقيق ذلك. ولكن القيادة العسكرية بنت خطتها على اساس تلافى وتحديد نقاط امتياز العدو، وفى الوقت نفسه استغلال نقاط ضعفه. وقد ترتب على ذلك ارغام العدو على توزيع ضرباته الجوية المضادة مع تشتيت قواته المدرعة وهزيمته وجعل رد فعله متأخرا بالنسبة للهجوم المضاد على المستوى التعبوى والاستراتيجي. وفى الوقت نفسه فإننا نعيش احتفالات ثورة 30 يونيو 2013 العظيمة التى نقلتنا على جميع المستويات إلى مرحلة فارقة تبغى نقلة حضارية كبرى فى جميع المجالات زراعية وصناعية وثقافية واجتماعية تخدم جميع أفراد الشعب وبصفة خاصة الطبقات الكادحة والمهمشة، فنحن نريد أن نعوض ما فاتنا ونسابق الزمن لوضع مصر فى موقعها الذى يليق بها مع قائد مسيرتها فى القرن الحادى والعشرين، الرئيس عبدالفتاح السيسى وما هى إلا سنوات قليلة ونبدأ فى جنى ثمار هذه الثورة المباركة.. وتحيا مصر. د. رفعت يونان عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب