الوفاء بالوعد والعهد والعقد خلق انساني، ومطلب اجتماعى وأمر الهى ذكر فى آيات كثيرة من كتاب الله، وحض عليه النبى »صلى الله عليه وسلم«فى أحاديث كثيرة فقال تعالي: «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم» «النحل 91»، وقال تعالى «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا» «الاسراء 34»، فالوعد عبارة تعهد الواعد بشيء تجاه من وعده، والعهد عبارة عن تعاقد بين طرفين أساسه وعد كل منهما أن يفى تجاه صاحبه بأمر من الأمور.. وقد جاء فى اللغة: عاهده بمعنى عاقده، وعاقده يعنى عاهده فهما بين طرفين أما الوعد فهو من طرف واحد فى الغالب، قال إن الجوزى فى تفسيره: العهد الذى يجب الوفاء به هو الذى يحسن فعله، فإذا عاهد العبد عليه وجب الوفاء به، وقال فى العهد: وهو عام فيما بينك وبين الله وفيما بينك وبين الناس، وقال الزجاج: كل ما أمر الله به ونهى عنه فهو من العهد كما فى قوله تعالي: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود »المائدة 1«، وهنا أمر إلهى بالوفاء بالعقود ولذا عدم الوفاء بالعهد أو العقد دون مبرر شرعى فهو حرام، ويعتبرن خيانة وغدرا. ومن أصحاب الأعمال من يستوفى عمله من العامل ولا يوفيه أجره، حسب المتفق عليه، ومن الأصحاب من يعاهد أخاه ثم يخون عهده، ومن المدينين من هو غنى ولكنه يماطل دائنه ظلما وعدوانا، وقد امتلأ مجتمعنا بهؤلاء حتى ظهر الفساد فى البر والبحر، وانظر إلى أصحاب العقود والشيكات فى المحاكم والكل على ضلال، بل ترى أن صاحب الشيك يوقع عليه وهو يعلم، بل يتأكد أن الشيك دون رصيد ولكنه يتبجح مع الله ومع الناس، وأمثال الغدر فى المواثيق والعهود أصبحت هى السمة العامة فى مجتمعاتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله فكل ذلك ينطبق عليه حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال الله تعالى: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بى ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا ما استوفى منه ولم يعطه أجره« ومعنى أعطى بي: أى حلف باسم الله وعاهد الله ثم خالفه، وعن أنس رضى الله عنه أن النبى قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».