مثل توماس ماير المتهم بقتل النائبة العمالية فى البرلمان البريطانى جو كوكس أمام محكمة ويستمنستر أمس بعدما وجهت إليه رسميا عدة اتهامات من بينها القتل وتعمد الإيذاء الجسدى وحيازة سلاح نارى بنية القتل. ووجه القاضى سؤالا إلى ماير لتأكيد اسمه فهتف:«الموت للخونة.. الحرية لبريطانيا»، رافضا إعطاء عنوانه أو تاريخ ميلاده للمحكمة. وسيظل ماير رهن الإحتجاز وسيمثل بعد غد أمام محكمة «أولد بيلي» فى لندن. وتقول مصادر التحقيقات فى اسكتلنديارد إن التحقيقات تركز على الحالة العقلية للمتهم وميوله الايديولوجية. وكشفت مصادر طبية عن أن الجانى كان يعانى اضطرابات ذهنية وتوجه إلى أحد المستشفيات التابعة للدولة لطلب الإستشارة قبل 24 ساعة فقط من ارتكابه الجريمة. كما ظهر أنه كان أحد الناشطين فى منظمات يمينية متطرفة. واستمر تعليق الحملات الخاصة بالاستفتاء لليوم الثاني، كما توقفت المناظرات والبرامج السياسية حدادا على كوكس. وكانت كوكس - 41 عاما- قد تعرضت لهجوم بسلاح نارى وسلاح أبيض، أثناء توجهها لعقد اجتماع مقرر فى دائرتها الانتخابية الخميس الماضي. وقالت دى كولينز رئيسة شرطة يوركشاير المؤقتة إن مصابا، يبلغ من العمر 77 عاما، مازال يرقد فى المستشفى فى حالة مستقرة بعد أن حاول التدخل "بشجاعة" لمنع الهجوم. وأقيمت عدة وقفات صامتة فى مناطق متفرقة من بريطانيا شارك فيها آلاف البريطانيين بالصلاة وإضاءة الشموع ووضع أكاليل الزهور حدادا على وفاة النائبة العمالية التى عرفت بتعاطفها مع أزمة اللاجئين ودعمها لبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي. وانضم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون لزعيم حزب العمال جيريمى كوربين فى وضع أكاليل زهور فى بيرستال حيث قتلت كوكس، وقال كوربين"قتلها عمل خسيس". ووافق كاميرون على عقد جلسة للبرلمان، غدا الإثنين، للسماح للنواب بتقديم تعازيهم فى وفاة النائبة التى انتخبت فى البرلمان عام 2015. من جهة أخرى، صرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى سانت بطرسبورج بأن رئيس الوزراء البريطانى دعا إلى تنظيم استفتاء حول عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى بهدف "ابتزاز أوروبا" أو "تخويفها". وتساءل بوتين ، خلال مؤتمر صحفي، "لماذا نظم كاميرون هذا الاستفتاء؟ لابتزاز أوروبا؟ أو لتخويفها؟ ما هو الهدف منه إذا كان هو نفسه ضد"خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن "هذه ليست قضيتنا، أنها قضية الشعب البريطاني. لدى رأى فى هذا الشأن ولكنى لا أريد الإفصاح عنه قبل أوانه". وتابع الرئيس الروسى أن "بعض الخبراء يقولون إن خروج بريطانيا سيتم على حساب أوروبا، لكن آخرين يقولون إن الاتحاد الأوروبى سيكون أكثر استقرارا". وسيقرر البريطانيون فى يوم الخميس القادم ما إذا كانوا يريدون الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتشير استطلاعات الرأى إلى تعادل بين المؤيدين والرافضين للخروج من الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، حذر صندوق النقد الدولى من أن بريطانيا قد تدخل إلى حالة ركود اقتصادى العام المقبل إذا اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتوقع تقرير صادر عن الصندوق أن يؤدى الخروج إلى انكماش الاقتصاد البريطانى بنسبة 1،4٪ على الأقل بحلول 2019. وقال الصندوق فى توقعاته السنوية للاقتصاد البريطانى إن الخروج من الاتحاد يمثل "أكبر مخاطرة على المدى القريب" لاقتصاد المملكة. ولفت إلى أن هذه الخطوة قد تؤدى إلى فقدان بريطانيا 5،6 ٪ من نمو الناتج المحلى الإجمالى بحلول 2019. وقال باتريك مينفورد، الرئيس المشارك لحملة "اقتصاديون مؤيدون للخروج"، إن تقرير صندوق النقد الدولى "مثل تقرير وزارة الخزانة يستند إلى قواعد معيبة ويضع افتراضات خاطئة ومخادعة لتصوير الخروج على أنه وضع سيئ".