اهتمت وسائل الإعلام العالمية لحظة بلحظة بمحاكمة القرن وإصدار الحكم علي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ووزير داخليته, ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محامين غاضبين رافضين الأحكام داخل قاعة المحكمة. قولهم إنه يخشون حصول مبارك والعادلي علي البراءة خلال الاستئناف, وأشارت الوكالة إلي أن الرجل القوي سابقا ظهر في بداية الجلسة مرتديا نظارات سوداء وبدلة رياضية لونها بيج, وظهر بما وصفته وجه جامد خلال نطق رئيس الهيئة القضائية المستشار أحمد رفعت للأحكام. وأضافت أن نجليه جمال وعلاء مبارك ظهرا مرهقين وتحت أعينهما هالات سوداء, وبدا أنهما علي وشك البكاء خلال النطق بالحكم. ومن جانبها, وصفت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء الحكم بأنه يمثل سقوطا مدويا لمجد رجل حكم مصر وكأنها إقطاعية لنحو ثلاثة عقود. واعتبرت الوكالة أن الحكم القاسي- بحسب تعبيرها- ضد الرئيس السابق-84 عاما- يهدف إلي تهدئة التوترات قبل جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية, وأبرزت أن مبارك ظل صامتا داخل القفص الحديدي خلال المحاكمة, وأن نجليه اللذين كانا يتمتعان بنفوذ واسع بدا غاضبين وحول أعينهما هالات سوداء, وأن نجله الأكبر علاء ظل يردد آيات من القرآن الكريم داخل القفص. وفي واشنطن, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إدانة الديكتاتور تمثل لحظة تاريخية للعالم العربي, حيث أنه أول رئيس يحاكم في بلده, وعلي يد شعبه الذي حكمه, وأدين بتهمة قتل حوالي ألف متظاهر خلال ثورة25 يناير.2011 وأشارت الصحيفة إلي أن الحكم جاء في وقت عصيب تمر به مصر, حيث يواجه المصريون خيارا صعبا ومربكا لاختيار خليفة مبارك ما بين إسلامي محافظ وطيار سابق كان آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع. وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن يكون للحكم, دورا كبيرا في تحديد اختيارات الناخبين خلال جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة. أوضحت الصحيفة أن الحكم يأتي قبل قرابة أسبوعين من إجراء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة, ونوهت الصحيفة الأمريكية بأن الحكم الصادر في حق مبارك يجعله أول الحكام العرب المطاح بهم خلال ثورات الربيع العربي تتم محاكمته أمام محكمة وطنية في بلد حكمه طيلة30 عاما. واعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الحكم, أنهي محاكمة صاخبة أثرت في العالم العربي وهزت الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. ومن جانبها, وصفت صحيفة نيويورك تايمز أول حكم إدانة ضد رئيس عربي بواسطة القانون بأعظم الإنجازات منذ الثورة التي أنهت حكمه. وأشارت الصحيفة إلي أنه علي الرغم من أن الانتقادات التي وجهت إلي المحاكمة علي نطاق واسع, إلا أنها فشلت في مقاضاة30 عاما من العنف السياسي والفساد في ظل حكم مبارك. ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن بعض المحللين قولهم إنه طالما عكس الحكم النهائي صورة عن محاكمة نزيهة وشفافة قد تمت, فإنه قد يساعد البلاد علي المضي قدما مهما كانت نتيجته. في السياق ذاته, أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها حول هذا الشأن أن الحكم يحمل في طياته إمكانية التكريس لسابقة إقليمية هي الأولي من نوعها تلتزم بمعايير وضوابط التي تجري علي أساسها المحاكمات الدولية النزيهة ومحاسبة من يثبت تورطه في ارتكاب انتهاكات حقوق الانسان. ومن لندن- عامر سلطان: اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الرئيس السابق حسني مبارك صنع التاريخ كسجين وليس كرئيس. ورأت بي بي سي أن مبارك كان يفتقد إلي الكاريزما بالمقارنة مع من سبقه من الرؤساء, لكنه عوض ذلك من خلال كونه صاحب الفترة الأطول في البقاء في المنصب, والأول الذي يطاح به من قبل شعبه ويدخل السجن. وأشارت الإذاعة البريطانية إلي أن هذا سيكون هو الإرث الذي تركه والمفارقة الكبري فيما يتعلق برئاسته. وأوضحت أنه ليس من المتوقع للحكم في محاكمة مبارك أن يغير الكثير بالنسبة للوضع السياسي الحالي في مصر, بيد أن التغيير الحقيقي هو التغير في العقلية المصرية, حيث عرف المصريون للمرة الأولي أنه بإمكانهم مساءلة قادتهم وتقديمهم للعدالة. وفي غضون ذلك, كشفت مصادر مصرية النقاب عن أن الرئيس المصري المخلوع كان يرغب في الانتحار. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن المصادر قولها إن مبارك طلب من أطبائه أن يصفوا له عقاقير لمساعدته في التخلص من حياته بعد أصابته بحالة اكتئاب حادة بعد أسابيع من إجباره علي التنحي عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن مصادر كانت قريبة من مبارك إن الرئيس المخلوع أصيب بحالة اكتئاب حادة للغاية بسبب خلعه المفاجئ بعد أكثر من ثلاثين عاما في الحكم. وقد رفض مبارك بغضب, كما تقول المصادر, عرضا من المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأن يقدموا له طائرة تبقي تحت أمره لمدة أسبوع يذهب خلاله إلي أي مكان يريد. من جهتها, ذكرت صحيفة ديلي تليجراف أن مصر تستعد لجولة جديدة من العنف في الشوارع. ومن باريس- نجاة عبد النعيم: تابعت وسائل الإعلام الفرنسية لحظة بلحظة جلسة النطق بالحكم ووصفت جلسة المحاكمة بأنها يوم مشهود في تاريخ مصر. وقالت: بعد ثلاثة عقود متتالية من حكم مصر بلا منازع مثل الرئيس المخلوع في سابقة من نوعها في تاريخ مصر والمنطقة, أمام محكمة جنايات القاهرة لمواجهة تهم بالتحريض علي القتل وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين خلال الثورة المصرية. وفي تل أبيب, أبرزت الصحف الإسرائيلية الحكم علي مبارك ووصفت أجواء ما قبل المحاكمة من وصول نجليه مبكرا إلي المحكمة, ووصوله متأخرا بسيارة إسعاف بيضاء مرتديا نظارة شمسية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مصادر بالمركز الطبي العالمي أن الرئيس السابق تساءل قبل ساعات من المحاكمة: علي أي شيء سوف يحاكمونني؟ أنا حكمت مصر لمدة30 عاما, إنهم يحاكمونني عن فيلا في شرم الشيخ دفعت ثمنها. وأشارت الصحيفة إلي أن مبارك أول قائد عربي يطيح به شعبه يمثل أمام المحكمة, وأن ظهوره أمام المحكمة بعث رسالة للمستبدين العرب الذين يقمعون الثورات بأن هذا المصير ينتظرهم.