فاز المنتخب الوطني الأول لكرة القدم علي منتخب موزمبيق بهدفين مقابل لا شيء في المباراة التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس باستاد برج العرب بالإسكندرية بدون حضور الجمهور, ضمن منافسات المجموعة السابعة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم2014 بالبرازيل, ليتصدر منتخب مصر مجموعته مؤقتا انتظارا لنتيجة مباراة زيمبابوي وغينيا التي تقام غدا بهراري. أحرز هدفي مصر محمود فتح الله ومحمد زيدان في الدقيقتين55 و63, ليكرس منتخب مصر تفوقه علي نظيره الموزمبيقي حيث انتهت كل المباريات التي جمعتهما من قبل بهدفين نظيفين. وعلي الرغم من الفوز إلا أن الفريق لم يقدم الأداء المنتظر علي الرغم من أن المنافس متواضع المستوي, لكن في المقابل نجح الجهاز الفني للمنتخب في الاطمئنان علي مجموعة اللاعبين الجدد الذين منحهم الفرصة في المباريات الودية, لكن أحداث اللقاء كشفت عن نقص الفاعلية الهجومية للفريق, وهو ما يحتاج لتدخل سريع من الجهاز الفني قبل المباراة المقبلة التي ستجمعه بمنتخب غينيا في العاشر من يونيو المقبل بغينيا. شوط البطء الشديد تشكيلة مصر التي بدأ بها بوب برادلي تشير إلي أن المدير الفني الأمريكي اعتمد علي طريقة2/2/2/4 وهي الطريقة المفضلة لديه منذ أن كان مدربا لمنتخب أمريكا, وميزتها انها تخلق عمقا بطول الملعب وتزيد الترابط بين الخطوط, غير أن واقع البداية يشير الي أن الفريق بدأ بداية بطيئة للغاية, فكان اللاعب المصري يقف وينظر ويفكر ثم يعيد التفكير قبل أن يمرر إلي زميله الذي أصبح تحت الرقابة اللصيقة, فتحولت الهجمات الي مشاهد هجومية يتم تنفيذها ب البطيء!!. كما أن توزيع اللاعبين في الملعب بناء علي خطة برادلي حرم المنتخب من مميزات أحمد المحمدي الهجومية بوجود محمد صلاح أمامه, ليكتفي المحمدي بالدور الدفاعي فقط, لكن هذا الدور لم يمنع المحمدي من مخالفة التعليمات بالتقدم علي استحياء وفي كل مرة تقدم فيها نجح في تشكيل خطورة علي المرمي الموزمبيقي ومنها رفعة علي رأس جدو الذي حولها في المرمي لكن الحارس رافائيل نجح في التصدي لها بصعوبة. وسط هذا البطء ظهرت لمحة فنية كان بطلها أبوتريكة ومحمد صلاح اللذان تناقلا الكرة بمهارة جعلت مدافعي موزمبيق يتسمرون في الأرض للمشاهدة, لتنتهي اللعبة بتسديدة من صلاح في يد الحارس, ثم تكرر المشهد في الدقيقة14 وانتهي أيضا بتسديدة من صلاح في يد الحارس, لكن هاتين الهجمتين تشيران الي أن هناك فارقا كبيرا في المهارة من الواجب استغلاله من أجل هز الشباك, خاصة أن الضيوف لم يقوموا بالضغط اللازم في منتصف الملعب تاركين الفرصة للاعبينا للتحضير كيفما يشاءون. مع انتصاف الشوط بدأ منتخب موزمبيق يتجرأ علي منتخب مصر واقتحم لاعبوه ملعب المنتخب الوطني كدليل علي عدم قيام لاعبي الوسط بمهامهم الدفاعية كما ينبغي, لكن سذاجة لاعبي موزمبيق تكفلت بإبعاد أي خطورة عن منطقة الجزاء المصرية, لكن يبقي السؤال الكبير وهو: أين الفاعلية الهجومية المصرية؟!. في الدقيقة44 كان من الممكن أن نشهد تسجيل الهدف الأول عندما نجح لاعبو مصر في شن هجمة سريعة انتهت بتمريرة من صلاح لعبدربه المنفرد بالمرمي لكنه سدد بتهاون غريب فمرت الكرة ضعيفة وبطيئة ومخنوقة بجوار القائم لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي لعبا ونتيجة, تاركا كل من شاهده في حيرة وخوف علي الفريق في أول ظهور رسمي له تحت قيادة برادلي ورفاقه, لكن يمكن القول اجمالا إن المنتخب الوطني فشل في ترك بصمة في أول45 دقيقة في تصفيات المونديال. هدفان وسيطرة بدأ الشوط الثاني بنزول محمد زيدان بدلا من جدو في محاولة لزيادة الجرعة الهجومية, لكن في المقابل بدأ منتخب موزمبيق الشوط بجرأة كبيرة مكنتهم من السيطرة لبعض الوقت علي نصف الملعب ونجح لاعبو موزمبيق في اقتحام ملعب منتخب مصر وتشكيل بعض الخطورة علي مرمي الحضري, وساعدهم علي ذلك أن لاعبي المنتخب بدأوا الشوط الثاني ب كسل شديد.. لكن السيطرة الموزمبيقية لم تدم أكثر من خمس دقائق ليبدأ بعدها لاعبو مصر في استعادة زمام الأمور بفضل قدرة أبوتريكة علي السيطرة علي الكرة وكشف الملعب ثم تمرير كرات مؤثرة في الأماكن المناسبة. الدقيقة55 شهدت نجاح محمود فتح الله في إحراز الهدف الأول مستغلا سذاجة مدافعي موزمبيق وحارس مرماهم الذين لم ينجحوا في إبعاد كرة أحمد حجازي التي لعبها برأسه وتركوها تتهادي أمام المرمي ليجدها فتح الله أمامه فيضعها في الشباك بكل سهولة. بعد الهدف أصيب لاعبو موزمبيق ب خضة وارتبكوا بشدة مما أتاح للاعبي مصر الفرصة لإحكام السيطرة علي مجريات اللعب, فتألق زيدان بتحركاته خارج منطقة الجزاء التي أثمرت عن هدف ثان في الدقيقة63 بعد تبادل الكرة مع تمساح ثم سدد زيدان لتصطدم كرته بالقائم وترتد لتلمس رأس الحارس رافائيل ثم تدخل المرمي بهدوء معلنة الهدف الثاني لمصر. الغريب أن منتخب مصر لم ينجح في شن أي هجمة علي المرمي الموزمبيقي سواء بين الهدفين أو بعد الهدف الثاني في دليل علي ضعف الفاعلية الهجومية للمنتخب, ثم جاءت تغييرات برادلي بخروج أحمد تمساح ونزول إبراهيم صلاح, ثم خروج حسني عبدربه ونزول عاشور التقي, وهي تغييرات هدفها تدعيم الدور الدفاعي لخط الوسط, فكانت النتيجة هي السيطرة علي اللعب من خلال التمرير وتبادل الكرة لكن بالعرض وليس في اتجاه مرمي رافائيل!!. في الدقيقة70 لاحت لمنتخب موزمبيق فرصة إحراز هدف من ضربة ركنية فشل الدفاع المصري في التعامل معها ليجدها لوبو أمامه فيلعبها أرضية تمر أمام المرمي دون تدخل من المدافعين والمهاجمين.. ويتواصل اللعب في ظل سيطرة مصرية تامة دون فاعلية واستسلام موزمبيقي وعجز عن تهديد مرمي الحضري لينتهي اللقاء بفوز مصر.