وقعت مدينة الإسكندرية في مأزق شديد بعد إعلان نتيجة الجولة الأولي من الإنتخابات الرئاسية 2012, فقد كانت النتيجة مبهجة لبعض الأطراف وصادمة لأطراف أخري. وخلال هذا الأسبوع أطلق عدد من الشباب عدة حملات جديدة علي الفيس بوك تحمل عدة شعارات منها الإسكندرية.. مدينة خالية من الفلول- إرفع راسك فوق أنت إسكندراني- ووالله وعملوها الرجالة وقامت الكثير من القوي الثورية بمحاولة حشد قوتها إستعدادا للجولة الثانية من الإنتخابات... فماذا يدور في أروقة الإسكندرية؟ تقول إيمان بليدي أن لحظة إعلان النتائج كانت من أروع اللحظات فقد أثبت السكندريون أنهم يقدرون المسئولية ويفهمون معني السياسة ويحملون هموم الوطن, فقد قاموا بفلترة المرشحين وإختاروا من توسموا فيهم الخير لتكون النتيجة مفاجأة للكثيرين عندما حصد حمدين صباحي المركز الأول ثم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وهو ما قلب الموازين فقد توقع الكثيرون أن تنحصر المنافسة بين أبو الفتوح بصفته مرشحا مدعوما من السلفيين التي تعد الإسكندرية معقلهم الأول وعمرو موسي بإعتبار الإسكندرية مدينة تضم عددا كبيرا من المثقفين وتدخل ضمن نطاق المدن الحضرية التي تفهم في السياسة. وقال سامح إبراهيم (مدرس) إن الإسكندرية كانت دائما سباقة فقد إنتخبت أيمن نورفي 2005 وقدمت خالد سعيد وسيد بلال أيقونتي الثورة وبالتالي كان من الطبيعي أن تنتخب حمدين وأبو الفتوح وأضاف بجد إرفع رأسك فوق أنت إسكندراني. وعلي الجانب الآخر تقول المهندسة نرمين خليل أن الكثير من الشائعات تتناثر عن وصول تهديدات بالقتل لأعضاء حملة شفيق و قيام بعض الشباب بالإعتداء علي مقر الحملة بسبورتنج وتوزيع بيان مجهول المصدر بأسماء أعضاء الحملة وأرقام هواتفهم بهدف تشجيع أنصار المنافسين للهجوم عليهم. ويقول أنور السيد (موظف) أن الأمر قد وصل إلي أن أحد المواطنين قام بتحرير محضر ضد أنصار أحد المرشحين يتهمهم فيه بتحطيم المحل الخاص به بسبب أنه قام بتعليق صور لمرشح آخر مما دفعهم لتحطيم المحال بإستخدام العصي والشوم. أكبر حملة للتوعية ولكن نادر بركات الناشط أعلن عن أكبرحملة لتوعية المصريين ضد مرشح الفلول أحمد شفيق بتنظيم مسيرة تدور في شوارع وميادين الإسكندرية بمشاركة بعض القوي الثورية مؤكدا: أننا لن نرضي أن يحكمنا نظام مبارك مرة أخري لن نرضي بالذل بعد اليوم.. كلنا مصريون كلنا إيد واحدة ضد مرشحي الفلول. وفي سياق متصل إنتشر علي المواقع الإليكترونية فيديو للداعية السلفي السكندري ياسر برهامي أثار دهشة السكندريين حيث يؤكد فيه لمريديه أن الإخوان المسلمين لو تمكنوا سيقضون علي الدعوة السلفية وأنه شخصيا عاني من الجماعة فقد قاموا بإلقائه خارج المسجد مرة بسبب الإختلاف المنهجي وأضاف أن قوة السلفيين هي الضمان الوحيد لجودة العلاقة مع الإخوان. و يقول خالد السيد إذا كان الشيخ برهامي يقول ذلك فهل يمكن أن أعطي صوتي بعد ذلك لمحمد مرسي مرشح الإخوان. رفض النتائج إجهاض للثورة ويرفض الدكتور فتحي السيوي أستاذ الباطنة بطب الإسكندرية عدم الإعتراف بنتائج الصندوق والإعتصام بالميادين مهما أفرزت من أشخاص لأنها الديمقراطية التي يجب إحترامها ويوافقه الرأي الأثري أحمد عبد الفتاح الذي يري أن رفض نتائج الصندوق إجهاض للثورة ويري أن مكافأة شهداء الثورة التسليم بالنتائج أيا كانت طالما أنها نزيهة. أما الدكتور بهاء حسب الله بكلية الآداب فيقول:إننا في أشد الحاجة إلي ضبط أنفسنا والوفاق حول فكرة القبول للإرادة الشعبية في اختيار رئيس الجمهورية, باعتبار أن هذه الإرادة هي الأمر الواقع الذي لا مفر منه, وإلا حدث ما لا يحمد عقباه, خاصة إذا آمنا بأن الرئيس القادم منهما سيتقلد بلا خلاف دفة القيادة لفترة هي في الأصل شئنا أم أبينا فترة إنتقالية علي كافة المستويات, يزداد فيها وعي الشعب بالتجربة الديمقراطية وبأصولها, باعتبار أنها لا تزال في حاجة لمزيد من خطوات التنوير والإدراك والفهم, والتي ستقضي في المستقبل تماما علي دعاوي العصبية وأسبابها. كما أننا يجب أن نؤمن وحتي نرضي بنتيجة الانتخابات بأن الرئيس القادم ليس قادما لنزهة أو لكتابة تاريخ كما قال سابقه, ولكنه قادم لتركة ثقيلة وسط أجواء ملبدة بالغيوم, وفي قلب محن لا يعلمها إلا الله, والوطن كله في حاجة لمن ينفخ فيه بروح الحياة. من هنا يجب علينا أن نتقبل جميعا نتائج الانتخابات في جولة الإعادة مهما كانت طبيعة النتائج وصفتها, وأن نقف وقفة واحدة خلف الرئيس الجديد مهما كان فصيله وأنصاره, لأنه قبل كل شيء مصري من نبتة هذا البلد العظيم, ومصر في المرحلة القادمة في أشد الحاجة إلي جهود رجالها وكل أبنائها.