كل عام أنتظر مثل أى طالب فى مدرسة نتيجة جوائز الدولة سواء كانت تقديرية أو النيل أو غيرهما من المسميات لأبحث عن اسم واحد فقط لعلى أجده ضمن كتيبة أهل الصفوة من المحظوظين الفائزين بتلك الجوائز، ولكن للأسف لا أجده.. إنها الأستاذة والكاتبة الصحفية بحق سناء البيسى. لديها كل مقومات الحصول على أرفع الأوسمة والجوائز المصرية والعالمية، فسيرة حياتها الصحفية ترجمة لمعارك مصر القومية فى طريق النهضة الفكرية وصالت وجالت مدافعة برشاقة عن قضايا المرأة وتجديد الخطاب الصحفى والدينى ووقفت بقوة ضد خفافيش الظلام والمحسوبية والإخوانية، بقلب مصرية وعيون فنانة وقلم جراح، تغزل مقالاتها بألوان المشاعر ونبض الكلمات، بفضلها عرفنا أعمدة التنوير فى حياتنا العربية طه حسين والعقاد وأنيس منصور وعبدالحليم محمود والغزالى ونجاة وأم كلثوم وتاريخهم ومواقفهم، وعلى الساحة العالمية اصطحبتنا بخبرة الفنانة التشكيلية فعرفنا فان جوخ، وسلفادور دالى، قدمتهم لنا بأسلوب له نكهة أصيلة وخلطة سرية، لا تعرفها سوى سناء البيسى تشدك من أول سطر حتى نهاية المقال كأنك فى حلم جميل لا تريد أن تستيقظ منه. الصحافة مهنتها التى عاشت لها وأبدعت فيها منذ بدأت فى أخبار اليوم وتألقت فى الأهرام وأسست مدرسة الأناقة الصحفية المعجونة بحب تراب الوطن، وأسست مجلة نصف الدنيا ووضعتها على قمة المجلات النسائية، وهناك الكثير يمكن كتابته عن هذه السيدة والتى اعتبر غياب اسمها كل عام من قوائم التكريم نوعا من عدم العرفان بالجميل بينما تكريمها هو تكريم لعاشقة تراب «مصر يا ولاد». لمزيد من مقالات عادل صبري
