السرطان هو النمو غير الطبيعي لنسيج من أنسجة الجسم والانقسام الخلوي غير المحدود للخلايا العدائية المنقسمة القادرة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها أو الانتقال كذلك إلى أنسجة بعيدة وإلحاق الضرر بها وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد ، والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الانتقال ولكن يمكن أن يتطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان. في الأغلب يعزى تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية إلى حدوث تغييرات في المادة الجينية المورثة وقد يكون سبب هذه التغيرات عوامل مسرطنة مثل التدخين أو التعرض لمواد مشعة أو تناول مواد كيميائية في الطعام أو من خلال الإصابة بأمراض مُعدية (كالإصابة بالفيروسات) وهناك أيضا عوامل مشجعة لحدوث السرطان مثل حدوث خطأ عشوائي أو طفرة في نسخة الحمض النووي DNA عند انقسام الخلية، أو بسبب توريث هذا الخطأ أو الطفرة من الخلية الأم. وإذا تدبرنا قول الله تعالى : "وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ " ... وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (صوموا تصحوا) ... علينا أن نتساءل هل هناك احتمال في محاربة الصيام لهذه الخلايا السرطانية أم لا ؟ البروفيسور ميزوشيما والذي يعمل في مجال الألتهام الذاتي للخلية (Autophagy) ، استنتج من خلال تجاربه المعملية أن الجوع لمدة لا تقل عن 8 ساعات بشكل متكرر ولكن بشرطين الأول : أن يكون الإنسان في حالة نشاط والثاني : هو عدم الإفراط في الطعام في ساعات الأفطار ... من شأنه أن يدفع الجسم لتحديد الخلايا السرطانية والتخلص منها. واذا حللنا كلام ميزوشيما سنجد أن الصيام الذي فرضه علينا الله في القرأن الكريم يؤهلنا للامتناع عن الطعام والشراب لمدة تزيد عن 8 ساعات بل قد تصل إلى 16 ساعة كما هو الحال برمضان هذا العام وبالنسبة لشرط عدم الإفراط في الطعام ؛ نجد أن الله يأمرنا بالفعل في القرأن الكريم بعدم الإفراط في الطعام في قوله تعالى "وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين". أما بالنسبة للشرط الثاني وهو النشاط نجد أن أشهر وأغلب الغزوات والمعارك الإسلامية وقعت في رمضان مما يؤكد أن فرض الصيام علينا يتنافى ويتعارض مع الكسل والتخاذل وأهم هذه الغزوات : غزوة بدر وكانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة ، فتح مكة في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة ، معركة القادسية في رمضان سنة خمسة عشر للهجرة بقيادة سعد بن أبي وقاص ، فتح بلاد الأندلس في رمضان سنة 92 هجرية بقيادة طارق بن زياد ومعركة الزلاقة وهي في جنوب دولة إسبانيا حالياً وقد كانت في رمضان سنة 479ه ومعركة عين جالوت كانت كذلك في رمضان سنة 685 هجرية بقيادة السلطان قطز والقائد العسكري بيبرس وموقعة حطين كانت في رمضان سنة 584ه بقيادة صلاح الدين . تقول الدراسات أن إنقسام الخلايا هو عامل أساسي في تطور وإنتشار مرض السرطان ... وهنا يشير لنا البروفيسور مارك هيليرستاين قائلا أن تحجيم عملية الإنقسام تأتي من خلال الصيام الذي يخلص الجسم من الخلايا السرطانية من خلال تجويعها وحرمانها من السعرات الحرارية العالية التي تحتاجها . كما توضح الأبحاث أن العلاج الكيماوي عادة يقوم بإستهداف الخلايا السرطانية والحميدة بدون تمييز ... وهنا يقول لنا هيليرستاين أن الصيام يعطي الخلايا السليمة قدره أكبر على التصدي للمواد الكيماوية وفي المقابل ينهك الصيام الخلايا السرطانية ويجعلها غير قادرة على الصمود أمام العلاج الكيماوي . ولكن لماذا تستطع الخلايا السليمة في حالة الصيام الصمود والتصدي للعلاج الكيماوي ولا تتضرر ؟! يقول الباحث فرناندو صفدي في جامعة كاليفورنيا الجنوبية إن حرمان الخلايا السليمة من الغذاء الذي تحتاج إليه ليمدها بالحيوية والطاقة اللازمة يضعها في حالة استنفار وتأهب للبقاء على قيد الحياة بحيث تصبح على درجة عالية من المقاومة للضغوط أو الدمار، كما أن حرمان الجسم من الطعام لساعات متواصلة بالصيام يُجبر الجسم على الإعتماد على مخازن الطاقة المتواجدة به مما يؤدي إلى إطلاق السموم المتواجدة في هذه المخازن لتهاجم الخلايا السرطانية. كما يؤكد فالتر لونغو وهو أستاذ في علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا الجنوبية من خلال أبحاثه أن الكف عن الأكل لفترة طويلة من شأنه تجويع الخلايا المسرطنة وجعلها غير قادرة على الثبات أمام العلاج الكيميائي. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل من الأفضل في ساعات الأفطار أن يتناول مريض السرطان طعام محدد للقضاء على الخلايا السرطانية ؟ تأتي لنا الإجابة على لسان رودلف بروجز النمساوي والذي استطاع بأذن الله شفاء الآلاف من مرضاه من السرطان من خلال اخضاعهم لنظام الصيام للقضاء على الخلايا السرطانية بالإضافة إلى عدم تناول أي شيء في ساعات الأفطار سوى "العصير النباتي" الذي أعده من خلال العديد من الأبحاث والتجارب ليتوصل إلى مركب نباتي طبيعي يقضي على الخلايا السرطانية ويتكون عصير بروجز من البنجر بنسبة 55% والجزر بنسبة 20% والكرفس بنسبة 20% والفجل بنسبة 2%... وندعو الله بشفاء لا يغادر سقما لكل مرضى السرطان وأن يعفو عنا ويعافينا جميعا . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي