معنى التجسس عند العلماء: هو البحث عن عورات المسلمين، ومعايبهم واستكشاف المستور من أمورهم، ومثله التحسس، وقد قريء ولاتحسسوا بالحاء بدل الجيم، وقال «الألوسي» فى تفسيره «روح المعاني»الذى عليه الجمهور أن المراد على القراءتين النهى عن تتبع العورات، أى العيوب التى يستاء منها الانسان لمعرفة الغير لها، وعن ابى برزة الأسلمى قال: خطبنا رسول الله فقال: «يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه. لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورات المسلمين فضحه الله فى قعربيته». وقد قسم التجسس الى قسمين، التجسس الممنوع شرعا والمحرم لايذاء الناس وكشف العورات وأسرارهم بدافع الفضول، واشباع غريزة حب الاستطلاع دون أن يكون له غرض مباح، من جلب منفعة راجحة، أو دفع مفسدة متوقعة أكان ذلك بالتطلع أو التنصت والاستماع، وهذا النوع الذى اكدت الأدلة من الكتاب والسنة تحريمه شرعا لأن فى أصل المسلم الطهارة والبراءة والسلامة من كل شيء مشين، ولأن التجسس يسبب الحقد والبغض بين افراد المجتمع فيتفكك وينهار، وأن النوع الثانى التجسس المشروع والمراد به كل تجسس يهدف الى مصلحة الدولة الاسلامية فى تعاملاتها مع اعدائها أو لتطهير المجتمعات من أهل الشر والفساد، وملاحقتهم والتضييق عليهم، وذكر العلماء أن هذا القسم يتفاوت حكمه التكليفى من الوجود الى الاباحة حسب ما تقتضيه المصلحة والضرورة، فهناك تجسس واجب «وهوما يكون طريقا لإنقاذ نفس من الهلاك أو القضاء على الفساد الظاهر، كاستدراك فوات حرمة من حرمات الله.. ووجه وجوبه أن ذلك من ضمن وسيلة النهى عن المنكر، وهناك تجسس مباح كالتجسس على الأعداء لمعرفة عتادهم وعددهم وغيرها، ونجد أن الله سبحانه وتعالى حذر من التجسس فى قوله تعالي: «ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم أن يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم «الحجرات 21».