لم تكن زيارة من الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الاسكندرية وتفقده الأراضى الزراعية التى عانت تكدس مياه الامطار فى يناير الماضى مجرد زيارة بل كانت ثورة على الروتين والتراخى الذى اصاب المسئولين الذين اوصلوا شبكة الصرف الصحى والمصارف و الترع فى محافظتى الاسكندرية والبحيرة الى تلك المأساة التى قضت على محاصيل 49 الف فدان زراعى و عدد من المنشآت و المنازل.. وجاءت زيارة الرئيس فرجا على المواطنين ورغبة منه فى رفع الضرر عن المصريين فوجه بصرف تعويضات فورية بقيمة 10 ملايين جنيه بواقع الف جنيه لكل فدان كانت عونا للفلاحين البسطاء و جاء تكليفه باصلاح البنية التحتية فى زمن قياسى و توفير مليار جنيه من صندوق تحيا مصر للاصلاح و التنمية. وكانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الاسكندرية عقب ازمة »تكدس مياه الامطار » باصداره تكليفات بتنفيذ الخطة العاجلة حيث لعبت محافظة الاسكندرية عبر الدكتورة سعاد الخولى القائم باعمال المحافظة حينئذ دورا مهما فى التنسيق بين هيئة الصرف الصحى و الجهاز التنفيذى للمشروعات بوزارة الاسكان لانهاء اية معوقات تواجه التنفيذ بالإضافة للدور المهم و الحيوى للقوات المسلحة التى تحملت الصدمة الاولى و ادارة الازمة فى بدايتها و المشاركة فى تنفيذ الخطة العاجلة التى انتهت فى يناير الماضى بتكلفة بلغت 50 مليون جنيه .«الاهرام » يعرض اصلاح البنية التحتية منذ تكليفات الرئيس فى 8 نوفمبر الماضى و حتى الان و ملامح الخطة الدائمة التى سيبدأ العمل فيها و تصل تكلفتها الى مليار جنيه . الدكتور وليد عبد العظيم استاذ الهندسة الصحية و رئيس المركز الهندسى بجامعة الاسكندرية يقول: مثلت بيت الخبرة العلمية لوضع الخطة العاجلة لمواجة ازمة تكدس مياه الامطار نجح فى اعداد خطة تنتهى فى يناير المقبل. مشيرا الى ان تلك الخطة ينفذها جهاز الصرف الصحى بالمحافظة بالاضافة الى ازالة التعديات و اشتملت على مواجهة المناطق الساخنة و تضمنت طريق الكورنيش بالكامل و منطقة كارفور و القرى الريفية بالرمل و المنتزة . الكورنيش آمن و اكد ان مشاهد كورنيش الاسكندرية فى ازمة تكدس الامطار لن يتكرر فى ظل الخطة العاجلة التى واجهت المناطق الساخنة أو اعتمدت علميا على قياس اعلى معدل لسقوط الامطار حث تم فتح 22 مصبا للامطار بطول الكورنيش بالتعاون بين المحافظة و القوات المسلحة التى قامت بتكسير و رفع الكتل الخرسانية امام المصبات و شملت مصبات تصريف الامطار فى شرق الثغر بأكمله وكذا بقية أحياء الثغر. المناطق الساخنة و اوضح الدكتور وليد عبد العظيم انه تم حل اشكالية ازمة »تكدس مياه الامطار » مواجهتها والتى تمثلت فى اصلاح الانفاق و الكبارى بداية اصلاح و تجديد خط نفق 45 بمنطقة العصافرة و رفع كفاءته من 6 الى 12 بوصة بطول نصف كيلو من النفق الى كوبرى جميلة ابوحريد و تركيب طرمبتين غاطسة بقدرة 40 لترا فى الثانية لصرف المياه الى محطة 45و كذلك حل ازمة كوبرى المندرة الذى شهد وفاة احد المواطنين فى ازمة نوفمبر و الذى يمثل ازمة لساكنى مناطق ابى قير و المعمورة. كما تمت مواجهة الازمة فى مثلث منطقة الرأس السوداء و شارع الثلاثين بتركيب بدلات بمعرفة الصرف الصحى الى شارع 45 و منه الى محطة رفع الرأس السوداء. كما شكلت منطقة كارفور بمدخل الاسكندرية ازمة تم حلها عبر تركيب بدلات و تطهير خط 700مم و الشنايش كما تم عمل حل دائم بتنفيذ شنايش بلغت 59 شنيشة بالجهة القبلية والبحرية لطريق قناة السويس. القرى و مثلت القرى الريفية بدائرتى الرمل و المنتزة ازمة بسبب ارتفاع منسوب المياه الذى ادى لغرق تلك القرى و دخول المياه الى المنازل حيث تم مواجهة الازمة بإنهاء ارتفاع منسوب المياه فى المصارف الزراعية من خلال الحلول العاجلة بتطهير مصر »داير المطار» بطول 4 كيلو من القمامة و المخلفات و تطهير و تعميق المرفق من بداية الغابة الترفيهية ليصبح عرضه 10 امتار بدلا من 4 امتار و بطول 2كيلو و نصف الكيلو. و اختتم الدكتور وليد عبد العظيم ان فبراير المقبل سيشهد استكمال فصل شبكة الامطار عن شبكة الصرف الصحى مع تعظيم الاستفادة من مياه الامطار و اعادة أحياء بحيرة المطار التى كانت مهبطا لطائرة مائية كان يمتلكها الملك فاروق لتكون خزانا طبيعيا لمياه الامطار عبر توجيه شبكة الامطار لتصب بها فى ظل توفير الاعتمادات المالية لذلك من خلال تكليفات الرئيس. معوقات من جانبه اكد اللواء محمود نافع رئيس هيئة الصرف الصحى بالاسكندرية ان الهيئة قامت بتنفيذ الخطة العاجلة و متابعتها بالتنسيق مع المحافظة و القوات المسلحة بالاضافة الى الاستفادة القصوى من العناصر البشرية و الحركة الميكانيكية للمواجهة النوات مشيرا الى معوقات تواجه عمل الصرف الصحى متمثلة فى غلق موقع »9ن«بغرب الاسكندرية لمعالجة المخلفات الصلبة خاصة ان اعادة تشغيل الموقع لا يتطلب اعباء مالية و توقفه عن العمل يؤدى الى عدم معالجة المخلفات السائلة الواردة لمحطات المعالجة و زيادة معدلات تراكم المواد الصلبة فى محطات المعالجة وصعوبة التخلص منها . و أكد ان الخطة الدائمة التى يجرى اعدادها بالتعاون مع كلية الهندسة ستضمن استكمال انشاء صرف الامطار و تخفيف الاحمال عن محطة المعالجة التنقية الشرقية من خلال دراسة انشاء محطة معالجة بشرق المدينة لخدمة التوسعات العمرانية بمنطقة المنتزة بالاضافة الى رفع كفاءة محطة المعالجة الغربية من معالجة ابتدائية الى معالجة ثانوية و تقديم خدمة الصرف الصحى للمناطق المحرومة بقرى ابيس .