حسم المنتخب الوطنى الأول التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا بالجابون 2017، بعد تحقيق فوز مهم عصر أمس على منتخب تنزانيا بدار السلام بنتيجة 2-صفر، ليتصدر المنتخب المصرى فرق المجموعة السابعة ويحصل على تذكرة التأهل عن المجموعة، لتعود من جديد الكرة المصرية إلى الأدغال الإفريقية بعد غياب عن ثلاث نسخ على التوالى ومنذ آخر نسخة فاز بها الفراعنة فى عام 2010، أحرز هدفى مصر محمد صلاح 44 و59. شهد اللقاء أداء متباينا للفراعنة بين شوطى المباراة بدأ بتحفظ ودفاع منطقة ثم هجومى وأداء مفتوح فى الشوط الثاني. كما كان متوقعا أن يتم الدفع بعصام الحضرى حارسا أساسيا للمنتخب الوطني، وفى قلب الدفاع على جبر ورامى ربيعة وفى الجهة اليسرى عاد محمدعبدالشافى لقيادة الجهة اليسرى وأيضاً عودة أحمد فتحى للجهة اليمنى، وفى قلب الوسط الدفاعى طارق حامد ومحمدالننى وعبدالله السعيد، وأمامهم الثنائى الهجومى محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه وفى خط الهجوم مروان حسن. أهمية اللقاء بالنسبة لمصر كانت مزدوجة، فالفوز يضمن شيئين الأول التأهل إلى أمم إفريقيا 2017 بالجابون والأمر الثانى هو الاحتفاظ بالتصنيف الأول قبل قرعة البطولة. البداية كانت سريعة ويبدو منها رغبة مصر فى تحقيق الفوز وكانت السرعات سلاح مصر سواء محمد صلاح يميناً أو تريزيجيه يساراً، وتسبب الأخير فى انذار مبكر لجمعه ظهير تنزانيا الأيمن الذى تدخل بعنف فى كرة مشتركة مع تريزيجيه. على سماتا كان أخطر لاعبى تنزانيا وشكل خطورة على دفاعات مصر فى ربع الساعة الأولى بفضل تحركاته وتصويباته أو صناعة اللعب للمهاجم الخطير توماس الذى كان ظهوره الأول فى الدقيقة العاشرة برأسية من عرضية صناعة سماتا. اعتمد المنتخب الوطنى على محمد صلاح وسرعاته فظهر مرتين بكرات ساقطة خلف المدافعين مرة عن طريق مروان محسن وأخرى عن طريق طارق حامد، ولكن نيونى أفسد الهجمتين بسبب مراقبة صلاح بشكل واضح. ورغم حالة الانتعاش الهجومى التى ظهرت فجأة على منتخب تنزانيا، فإنه لم يشكل الخطورة التى تسبب ازعاجا لمرمى عصام الحضري، وكانت اخطر الفرص عن طريق فريد الذى تقاعس فى التسديد ليتعامل دفاع مصر بسهولة مع الهجمة، وكان الشىء الوحيد السلبى لأداء مصر فى الشوط الأول هو الحذر الزائد فى دفاع المنطقة، والتعامل مع الهجمات بصورة المرتدات فقط، ولم يتقدم الننى أو عبد الله السعيد كثيراً، ويبدو أن التعليمات كانت بضرورة الحفاظ على الشباك نظيفة فى الشوط الأول ثم التعامل بشكل مغاير فى الشوط الثاني. وأهدر رامى ربيعة أخطر فرص مصر من جملة لضربة ركنية مررها محمد صلاح لعبدالله السعيد الذى رفع كرة سهلة لرامى ربيعة غير المراقب ولكنه سدد رأسية بجوار القائم الأيمن لتنزانيا. وبعدها نشط تنزانيا بشكل ملحوظ بفضل تحركات سماتا الذى صنع فرصتين لتوماس، ثم تصد رائع للحضرى بعد تصويبة رأسية مباغتة من ركنية. وكاد سماتا نفسه يدرك هدفا أول بعد تصويبة قوية اصطدمت بعلى جبر وغيرت اتجاهها قبل أن تخرج ركنية خطيرة. وحصل تريزيجية على انذار للخشونة، وبسبب التوتر بعد ضغط متواصل من تنزانيا، قبل أن تشهد الدقيقة 38 أول هجمة منظمة لمصر عن طريق صلاح وعبد الشافى والسعيد الذى سدد بجوار القائم الأيسر، وكان الأداء أقل من المتوسط فى هذا الشوط بسبب حالة التحفظ الشديد على الشق الهجومى ومنح الفرصة لتنزانيا فى التقدم نحو مرمى الحضري. ومن جهد فردى ومراوغة رائعة نجح تريزيجيه فى التخلص من الدفاع التنزانى قبل أن يحصل على ركلة حرة مباشرة على خط منطقة الجزاء، تصدى لها محمد صلاح بإتقان كبير ومهارة فائقة نجح من خلالها فى ادراك الهدف الأول لمصر فى الدقيقة 44 رغم الأداء المتواضع، لكن الأهم هو الفوز وضمان التأهل والتصنيف الأول. بدأ الشوط الثانى بنزول عمرو وردة وخروج تريزيجيه، ومنح وردة انتعاشة فى الوسط بتحركات ثنائية مع صلاح، وكان الظهور الأول فى الدقيقة 53 قبل أن تنتهى الهجمة بلا نتيجة. ومن أول ظهور للقرارات التحكيمية القاتلة العكسية، احتسب الحكم ضربة جزاء على عمرو وردة رغم أنه لم يكن فى موقف دفاع مشروع، ولكن القدر كافأ المنتخب المصرى بإهدار سماتا ركلة الجزاء بطريقة غريبة رغم أنه يمثل أكثر من نصف قوة منتخب تنزانيا ليستمر تقدم مصر. وفى الدقيقة 59 ظهر الأداء الخاص بالمنتخب المصري، فتحركات وردة وبينيات السعيد شكلت الخطورة على تنزانيا، واستغل محمد صلاح تمريرة السعيد الرائعة لينفرد بالمرمى ويتخلص من الدفاع باقتدار رغم العنف، معلناً عن هدف ثان أكثر روعة، يتأكد به التفوق والتقدم. وتحسن الأداء بشكل كبير فى الشوط الثانى بعد التخلص من التوتر والأداء الدفاعى والتحفظ فى الأداء، فكانت الخطورة ظاهرة والمتعة حاضرة، وهو ما ترجمته نقلات الكرة بين اللاعبين بداية من ربيعة وعبد الشافي، ثم للسعيد والننى ووردة ومروان محسن ثم تخليص رائع للكرة من السعيد الذى سدد صاروخية علت العارضة بقليل، ويلعب أحمد حسن كوكا مكان مروان، ثم مؤمن زكريا مكان السعيد الذى بذل جهدا كبيرا. وسيطر الفراعنة على مجريات اللقاء بشكل مطلق واستسلم لاعبو تنزانيا وجماهيرهم القليلة للنتيجة، وانتهاء مغامرتهم فى التصفيات الإفريقية، بحسم مصر النتيجة وتكرار الفوز للمرة الثانية فى التصفيات، والحصول على بطاقة التأهل عن المجموعة السابعة بعد غياب عن ثلاث نسخ متتالية.