في إطار سياسة الشد والجذب المتواصلة, حذرت إيران الدول الغربية أمس من أن الضغط عليها بالعقوبات مع استمرار المحادثات النووية سيهدد فرص التوصل لاتفاق. ورفض رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفه بأسلوب الضغط عن طريق العقوبات بالتزامن مع المفاوضات, مؤكدا أن ذلك لن يجدي بل يعرض المفاوضات للخطر. وأشار إلي أنه لا يجب علي الدول الغربية الدخول في مفاوضات بمثل هذه الأوهام والتفسيرات الخاطئة. وعلي الرغم من المطالب الإيرانية بخفض العقوبات خلال مفاوضات بغداد, فإنه من المنتظر أن يفرض الاتحاد الاوروبي حظرا شاملا علي واردات النفط الخام الإيراني في يوليو القادم. وأكدت مصادر دبلوماسية غربية ان هذا الموقف لن يتغير الي ان تتخذ ايران خطوات ملموسة للحد من أنشطتها النووية. كما سيبدأ غدا تطبيق قانون امريكي يستهدف صناعة النفط الايرانية. وفي إطار المساعي الإسرائيلية لتقويض المفاوضات, خرج موشي يعالون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن الصمت الاسرائيلي الرسمي علي الجولة الثانية من المحادثات التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد الأسبوع الماضي وقال إنها لم تسفر سوي عن مزيد من كسب الوقت لإيران. وقال يعالون لراديو الجيش الإسرائيلي لم يتحقق شيء ملموس سوي منح الإيرانيين ثلاثة أسابيع أخري أو نحو ذلك لتمضي في المشروع النووي إلي حين موعد الاجتماع القادم في موسكو. وللأسف لا أري شعورا بمدي إلحاح الأمر بل ربما هذا في مصلحة بعض اللاعبين في الغرب لاطلالة أمد الوقت وهو ما سيصب بلا شك في صالح ايران. ومن ناحيتها, أعلنت شركة روساتم النووية الروسية أنها علي استعداد لمساعدة إيران علي بناء مفاعل جديد بالإضافة إلي مفاعل بوشهر. وأوضح نيكولاي سباسكي المتحدث باسم الشركة أنه إذا لم يكن ممنوعا فإن بلاده علي أتم استعداد لتنفيذ مثل هذا المشروع إذا كان مطروحا من الأساس. وفي فيينا, أكد مندوب روسيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا جريجوري بريدنكوف أن بلاده تعتزم الاستعداد بشكل دقيق للجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة(5+1) التي ستعقد علي مدي يومين منتصف يونيو القادم. ومن جانبه, صرح مندوب إيران علي أصغر سلطانية بإن اختيار موسكو لعقد الجولة الثانية من المباحثات يرجع لكونها الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تضمن حقوق إيران فيما يتعلق بامتلاك الطاقة النووية السلمية. وأكد سلطانية أن تنسيق الولاياتالمتحدة لسياستها تجاه إيران مع إسرائيل يدل علي أنها لا تريد حلا سلميا للملف الإيراني, ومن ثم فإن طهران متأكدة من أن واشنطن لن تفي بوعودها بشأن رفع العقوبات عنها.