فيما وصف بأنه اختبار للنوايا الإيرانية, بدأت أمس الجولة الثانية من المحادثات بين القوي الست الكبري و إيران حول البرنامج النووي الإيراني في العاصمة العراقية بغداد, حيث يسعي الجانبان إلي إحراز تقدم نحو حل النزاع المحتدم منذ سنوات حول الملف النووي الإيراني. ونقلت تقارير إخبارية عن دبلوماسيين غربيين قولهم أن ايران تسعي للخروج من المحادثات بتخفيف العقوبات الاقتصادية بينما تتعشم القوي العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا أن تحصل علي تنازلات من ايران بشأن جهودها لتخصيب اليورانيوم التي يشتبه في أنها تهدف الي إنتاج أسلحة نووية. ومن جانبه, أكد مايكل مان المتحدث باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون في تصريحات من بغداد أن القوي الكبري وضعت خلال المحادثات حزمة جديدة من الاقتراحات وصفها بأنها ستصب في مصلحة طهران.ورفض المتحدث الكشف عن تفاصيل تلك الاقتراحات ولكنه أكد أنهم وضعوا اقتراحا جديدا علي الطاولة يعالج المخاوف الغربية بشأن البرنامج النووي الريراني معربا عن أمله في أن يكون رد فعل إيران إيجابيا علي تلك الاقتراحات. وتوقعت تقارير صحفية أن تتضمن حزمة الاقتراحات اتفاق علي نقل إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب إلي الخارج مقابل حصولها علي الوقود اللازم لتشغيل مفاعلها للابحاث الطبية. كما ستحصل طهران في المقابل علي وعد بعدم فرض أي عقوبات غربية جديدة عليها بالاضافة إلي تسهيل دخول قطع الطائرات وتعليق محتمل لحظر تأمين الاتحاد الأوروبي علي السفن التي تحمل البترول الإيراني. ومن جانبه, اعتبر كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي الذي يترأس الوفد الإيراني في بغداد أن المحادثات فرصة لفتح عهد جديد في العلاقات مع واشنطن والقوي الكبري. ونقلت وسائل الاعلام الإيرانية عن جليلي قوله إنه طالما أن أساس المفاوضات قائم علي التعاون فإن المحادثات بين الدول السبعة ستتطرق لقضايا نووية وإقليمية وعالمية. وفي المقابل, حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس من أن أي مساع للقوي الغربية للضغط علي إيران خلال محادثات في بغداد حول برنامجها النووي لن تكون مجدية.وقال صالحي في مؤتمر صحفي بطهران سياستهم القائمة علي الضغط والترهيب غير مجدية. عليهم أن يتبنوا سياسات لإظهار حسن النية لحل هذه المسألة... الأفكار المطروحة علينا تنبئ عن حقيقة أن الجانب الآخر يريد جعل محادثات بغداد ناجحة. نتمني أن نعلن أنباء طيبة خلال يوم أو اثنين. وفي موسكو, أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية أمس علي أن إيران مستعدة علي ما يبدو لمناقشة جادة لاتخاذ خطوات ملموسة لحل المواجهة الدولية بشأن برنامجها النووي. وفي رد فعل إسرائيلي, طالب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس إيران بالتخلي التام عن تخصيب اليورانيوم ونقل ما لديها من يوانيوم مخصب خارج أراضيها, محذرا من التوصل إلي تسوية خلال المحادثات لإظهار تقدم زائف. وقال باراك في حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الرئيس الامريكي باراك أوباما وقادة الغرب ليسوا بساذجين ولكنهم يسعون إلي احراز تقدم لذلك فهم علي استعداد للتوصل إلي تسوية وسطية. وأضاف إن المماطلة لاستنزاف الوقت هي في نظرنا إشكالية لذلك فإن الحوار بين الغرب وإيران يجب أن يتم بشكل أكثر صراحة, ولكنها في النهاية تجري اختبارات حول الأسلحة النووية. وفي تصعيد إسرائيلي آخر, أعلن نائب قائد سلاح الجو الاسرائيلي البريجادير جنرال هاجاي توبالانيسكي أمس أن القوات تشحذ الهمم لشن هجمات بعيدة المدي إذا لزم الامر, وذلك وسط أنباء حول قرب توقيع إيران لاتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي.ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عن توبالانيسكي قوله إن سلاح الجو الإسرائيلي عزز من قدراته بشأن شن هجمات بعيدة المدي والقدرة علي اعتراض الصواريخ خلال السنوات الأخيرة, وذلك لمواجهة التهديدات المختلفة التي تواجهها. وحول التهديد الإيراني, قال نائب قائد سلاح الجو الاسرائيلي إن سلاح الجو علي استعداد لمواجهة جميع التهديدات والتحديات. جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن آلاف الصواريخ الايرانية والسورية موجهة باتجاه إسرائيل, لافتا الي ان حزب الله في جنوب لبنان يعمل الآن علي تطوير طائرات بدون طيار هجومية وصواريخ يمكن إطلاقها من الشاطئ اللبناني ضد إسرائيل. ووفقا لما ذكره بارون, فإن إيران تملك اليوم في ترسانتها450 صاروخا موجها لضرب إسرائيل, بينما تملك سوريا نحو3000 صاروخ يتراوح مداها بين70-700 كيلومتر.