تقرير: أحمد صبري السيد واصلت الصحف العالمية اهتمامها وتحليلاتها لأبعاد وتطورات مشهد سباق الرئاسة في مصر وذلك مع ترقب المصريين لجولة الإعادة بين مرشح الإخوان المسلمين د.محمد مرسي والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك والتي ستجري في يومي16 و17 يونيو المقبل. وسلط الإعلام الغربي الضوء علي الدور الذي يمكن أن تقوم به النخبة السياسية المصرية في التأثير علي اختيار الرئيس القادم لمصر وفي مقدمتها كبار المرشحين الذين خرجوا من السباق حمدين صباحي ود. عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسي. وذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس أن الثوار والنشطاء المدافعين عن الديمقراطية في مصر يتخوفون مما ستسفر عنه جولة الإعادة, مشيرة إلي وجود شعور بالصدمة والحيرة عقب نتائج الجولة الأولي, وفجرت تلك النتائج اتهامات متبادلة بين القوي الليبرالية في مصر والتي أطاحت بحكم مبارك بشأن المسئولية عما آلت إليه أوضاع انتخابات الرئاسة. فكثير من المتظاهرين والثوار والذين وقفوا وراء المرشح اليساري حمدين صباحي يتساءلون عما إذا كانت الاحتجاجات والزخم الثوري في الشارع في العام الماضي قد ارتدت بشكل عكسي ضد المرشحين المنتمين للثورة. وتطرقت الصحيفة إلي الدوافع والأسباب التي دفعت الناخبين للتصويت لشفيق موضحة أن المحللين يرون أن سئم وضجر الناخب من الاحتجاجات وحالة الانفلات الأمني وتصاعد معدل الجريمة في مصر عقب الإطاحة بمبارك, دفع قطاع من المصريين لانتخاب شفيق ليحل في المركز الثاني. وقد جعل هذا الأمر بعض النشطاء يعيدون التفكير ويتساءلون عما إذا كانوا قد أخطأوا في حساباتهم أو ارتكبوا أخطاء كارثية عبر السماح باستدراجهم في أحداث عنف متكررة مع الجيش وقوات الأمن. وهنا تقول مني بدير عضو حركة6 أبريل للصحيفة نفسها: إننا لم ننجح في ايصال رسالتنا إلي المواطن العادي والذي يلومنا بسبب فقدانه الشعور بالأمن. ومن جانبها, تقول الناشطة شيرين التوني التي أسست إحدي منظمات المجتمع المدني لرصد ومراقبة الانتخابات البرلمانية إنها تتفهم أسباب قلق الناخبين المصريين. ونقلت عن شادي الغزالي حرب مؤسس أحد ائتلافات الثورة قوله إن ذلك الانقسام كان خطأ تاريخيا وكشف عن الدعوة لتنظيم احتجاجات ضد شفيق في القاهرة. وفي محاولة لقراءة السيناريو المحتمل لجولة الإعادة, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن النخبة المصرية تبدي قلقها من المستقبل في ضوء النتائج التي يمكن أن تسفر عنها جولة الإعادة, ولكنها قالت إنه ما زال من الصعب التكهن بمن سيفوز في الإعادة, فإذا كان شفيق لديه فرصة قوية, فإن هذه الفرصة ستصطدم بالآلة السياسية الهائلة للإخوان المسلمين وحلفائهم من التيار الديني. وكشفت نيويورك تايمز عن ترتيبات يجريها شفيق لضمان الفوز وعدم هيمنة الإخوان علي السلطة في مصر بالكامل في حالة فوز مرشحهم محمد مرسي. وقالت الصحيفة إن شفيق في سعيه للرئاسة أثار المخاوف من هيمنة الإسلاميين الكاملة علي السلطة وحالة الفوضي الأمنية وغياب القانون مشيرة إلي أن تلك الأمور جعلته يقترب من تحالف علماني مع النخبة من رجال الأعمال وكبار الضباط السابقين والأقباط وذوي التوجه الدولي المنفتح والذين يشعرون بالقلق من فوز الإسلاميين بالرئاسة أيضا وهو ما قد يعني لهم مزيد من التعصب وترسيخ ثقافة عدم التسامح في المجتمع المصري. وأشارت الصحيفة إلي أن تلك المخاوف كانت حاضرة خلال لقاء شفيق بأعضاء الغرفة التجارية الأمريكية والذين استقبلوه بالترحاب عندما تحدث عن أنه سيلجأ إلي تنفيذ أحكام الإعدام والقوة الصارمة لإعادة النظام والأمن إلي الشارع خلال شهر واحد. وذكرت الصحيفة أن مرسي في المقابل ظهر في حديث تليفزيوني وحاول تهدئة مخاوف الأقباط الذين يشكلون نحو10% من سكان مصر بقوله إن مصر هي وطن الجميع, وألقي باللوم ضمنيا علي شفيق ونظام مبارك في التسبب في آلامهم ومعاناتهم, قائلا من قتل الأقباط في الاحتجاجات, ومن منعهم من بناء الكنائس؟ إنه النظام السابق وليس نحن( الإخوان). وبالنسبة للصحف البريطانية فقد ركزت علي دور القوي اللبيرالية في صناعة قائد مصر القادم. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الليبراليين المصريين لديهم فرصة ليكونوا قادرين علي صناعة القادة أكثر من غيرهم بعد تجربة حمدين صباحي وأبو الفتوح في الجولة الأولي ونجاحهما في حصد عدد كبير غير متوقع من الأصوات. وحاولت صحيفة الجارديان رصد تأثير انتخابات الرئاسة المصرية علي المنطقة وتوقعت في حالة فوز الإخوان بالرئاسة أن يكون له أثر كبير علي امتداد نفوذهم وسيطرتهم إلي ما وراء مصر, في إشارة إلي أن ذلك سيمهد الطريق أمام الإسلاميين في باقي دول المنطقة للهيمنة السياسية.وأثارت الصحيفة قضية هل الإخوان يعتزمون تطبيق الشريعة الإسلامية ؟ واعتبرت أن الإخوان يعممون ويقولون إنهم سيستخدمون الإسلام كمرجعية لتحقيق أهداف ومقاصد الشريعة ولكنهم يؤكدون أنهم سيفعلون ذلك عبر القنوات الديمقراطية والدستورية.