دعا علماء الدين إلي تنفيذ تعاليم الإسلام في الحفاظ علي الماء وترشيد استهلاكه, مؤكدين أن الماء نعمة إلهية وحق عام للبشرية كان الإسلام سباقا في الدعوة إلي صونه وحمايته والحفاظ عليه, باعتباره من أهم وأغلي نعم الله علينا، مشيرين إلي أن الاعتدال في استخدام الماء والمحافظة عليه بكل السبل والتدابير اللازمة يعد عملا وطنيا وهدفا استراتيجيا وواجبا دينيا يتماشي مع مقاصد وتعاليم الشريعة الإسلامية. كان للإسلام السبق في إقرار مبادئ ترشيد الاستهلاك لكل ما في يد الإنسان من نعم وثروات, باعتبار أن الإسراف والتبذير من أهم عوامل الخلل والاضطراب في منظومة التوازن البيئي المحكم الذي وهبه الله سبحانه للحياة والأحياء في هذا الكون, وأقام الإسلام منهجه في هذا الصدد علي الأمر بالتوسط والاعتدال في كل تصرفات الإنسان, كما يقول الدكتور طة أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق, والذي أضاف قائلا: إذا رجعنا إلي القرآن الكريم فإننا نجد فيه آيات متعددة تتحدث عن الماء وأثره في حياة الإنسان وفي المظاهر الكونية فمن هذه الآيات قال تعالي( وجعلنا من الماء كل شيء حي) وفي ذلك إشارة إلي قدرة الله عز وجل التي خلقت هذا الماء وترتب علي هذا الخلق حياة الإنسان بمعني أن هناك تلازما بين الإنسان ووجود هذا الماء فإذا وجد تمت حياة الإنسان وإذا لم يوجد تعرض هذا الإنسان للهلاك, كذلك نجد في القرآن الكريم ما يدعونا إلي شكر الله عز وجل علي هذه النعمة الجليلة نعمة الماء وذلك في قوله تعالي( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) ففي هذه الآيات إشارة إلي أن الله تعالي جعل الماء الذي يشربه الإنسان ماء عذبا لا ملوحة فيه حتي يستسيغه الإنسان وهذا من شأنه أن يجعل الإنسان متذكرا نعمة الله عليه ويتبع ذلك أن يشكر الله عز وجل, وذلك من خلال صيانة هذه النعمة وعدم تعريضها للزوال بالتلوث والإحسان في استخدامها دون إسراف ودون استهلاك غير رشيد, كما أن الإسلام ينهي عن الإسراف حتي لو كان في الوضوء, وذلك في قول النبي علية الصلاة والسلام لسعد وهو يتوضأ لا تسرف وان كنت علي نهر جار لا يتأثر بما يأخذ منه والمبدأ هو ترشيد الاستهلاك فيما ينفع ويفيد دون تزويد. وأكد الدكتور لطفي عفيفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن الماء عصب الحياة علي وجه البسيطة بل لا نبالغ إذا قلنا انه الحياة كلها فكل شيء كتب له الحياة لا تتصور حياته بدون الماء ولا يقتصر بذلك الإنسان فقط فيشمل جميع المخلوقات وكل كائن دبت فيه الحياة, يقول ربنا جل علاه( وانزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) ولا تستقي الكائنات الحية جميعها من الماء ولهذا تتصارع تلك الكائنات علي حيازة الماء والاستئثار به وتزهق الأرواح في سبيل الحصول عليها وتنشأ الصراعات وتشتعل ضراوتها للاستحواذ عليها وتقام الحروب بين الإنسان للسيطرة علي المياه والتحكم فيها لأهميته في استمرار الحياة, وهو العامل للبقاء علي الحياة لكافة المخلوقات, وهو يلعب دورا غاية في الأهمية في تنظيم حياة البشر إلي جانب أهميته الفائقة في حياتهم كالاستخدام في النظافة العامة والخاصة في مجالات شتي ومتنوعة, يقول تعالي( لينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به).