أخطأت النخبة في حق الشعب المصري الذي ترك لها أحلامه ومستقبله وظن انها قادرة علي ان تحمله إلي حياة ومستقبل أفضل أخطأت النخبة وهي عقل الأمة وفكرها وضميرها حين اختلفت امام وطن يواجه محنة قاسية ودارت في سراديب الانقسامات واغرقت نفسها في التساؤلات والتفسيرات ومواكب التحليلات الساذجة.. اخطأت النخبة حين تركت المشهد واندفعت نحو غنيمة مسمومة تركتها فلول العهد البائد..اختلفت النخبة حول الفترة الإنتقالية ولم تتفق علي شيء هل نبدأ بالدستور أم نبدأ بانتخاب رئيس للدولة أم تكون انتخابات السلطة التشريعية.. ولم تصل النخبة إلي حل حتي كانت حالة الإرتباك التي عاشتها مصر في ظل قرارات وسياسات وافكار متصارعة.. لم نبدأ بالدستور مثل كل دول العالم بعد الثورات والأحداث الكبري..فكانت انتخابات مجلس الشعب ثم الخلاف حول لجنة إعداد الدستور والبيان الدستوري ثم انتخاب رئيس للدولة بلا صلاحيات..واختلفت النخبة وتركت شباب الثورة يواجه مصيره في ميدان التحرير ما بين الاتهامات والتشويه الإعلامي والمحاكمات رغم انه كان في حاجة إلي حمايتها ودعمها.. اختلفت النخبة ودارت معاركها علي الشاشات وفي الصحف وإستخدمت في ذلك كل أساليب التشويه دون مراعاة لظروف مجتمع يواجه الكثير من التحديات وأجيال كانت تري فيها القدوة والدليل.. اختلفت النخبة حين حاول كل طرف ان يعمل بعيدا عن الآخر إما رغبة في الاحتكار أوالإقصاء أو الرفض الكامل أو البحث عن غنائم وفقدت النخبة امام هذا كله الكثير من مكانتها ورصيدها امام المواطن المصري الذي رأي فيها دائما الوعي والفكر والضمير..كانت هزيمة النخبة المصرية في معركة الثورة أكبر الخسائر التي لحقت بمصر منذ سنوات بعيدة فقد اكتشفنا فجأة اننا امام جسد بلا فكر..وصفوة بلا رؤي ورموز بلا ضمير..طوال عام ونصف ومنذ قامت الثورة والنخبة المصرية تفقد كل يوم بريقها ومصداقيتها امام مواقف غامضة إفتقدت الحكمة والرؤي الصحيحة وقبل هذا كله كان الخطأ الأكبر هو مواكب الباحثين عن الغنائم امام شعب افتقد الإحساس بالأمان في كل شيء ابحث عن النخبة وراء كل الكوارث التي لحقت بنا منذ قامت ثورة يناير. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة