في الوقت الذي تستعد فيه اليونان لإجراء انتخابات عامة أخري خلال أقل من شهرين في ال17 من يونيو المقبل, عبر رئيس وزراء اليونان الأسبق ورجل الاقتصاد لوكاس باباديموس عن قلقه إزاء عدم إدراك الكثير من اليونانيين لخطورة الوضع الراهن وقال إن خروج اليونان من اليورو سوف تكون له آثار اقتصادية مدمرة علي اليونان وآثار عميقة وخطيرة علي بقية منطقة اليورو. وأوضح باباديموس أنه علي الرغم من عدم وجود سيناريو لخروج اليونان من اليورو, وأن ذلك غير مرغوب فيه من جانب اليونان والدول الأخري, إلا أنه لا يستبعد أن تكون هناك استعدادات لمواجهة آثار خروج اليونان من منطقة اليورو, حيث أثارت هذه التصريحات قلقا وسط قطاع كبير من الرأي العام اليوناني. وفي الوقت ذاته, حذر رئيس حزب الديمقراطية الجديدة اليميني إنطونيس ساماراماس من أن معارضة خطة الإنقاذ المالي التي فرضتها الترويكا الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ستؤدي إلي إخراج اليونان من منطقة اليورو وستشكل كارثة حقيقة بالنسبة لبلاده, فضلا عن تفاقم أزمة ديونها وبالتالي إفلاس مالي. ومن جانبه, صرح وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش لصحيفة ليبزينجر فولكسزيتنج الألمانية بأن بلاده لن ترمي أموالها في بئر بلا قاع, كما أن صبرها بدأ ينفد تجاه أثينا قبيل انتخابات اليونان البرلمانية الجديدة. ومن ناحية أخري, أظهرت آخر التوقعات اتجاه أوروبا إلي التعافي الاقتصادي من خلال زيادة النمو مع بقاء معدلات البطالة مرتفعة في الوقت نفسه, وهو المأزق الذي يجعل الحاجة إلي إجراء إصلاحات في اقتصاديات الدول الأوروبية أمرا ملحا. وأكد الساسة الأوروبيون أن زيادة معدلات النمو تؤدي إلي إيجاد وظائف, ولكن العلاقة بينهما ليست بسيطة جدا نظرا للتفاعل المعقد بين الوظائف والأشخاص والقواعد المنظمة لهذة المسألة. ومن جانبها, ذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها الاقتصادي الأخير أن معدلات النمو في منطقة اليورو سوف ترتفع بنسبة0.9% في2013, بينما سترتفع معدلات البطالة أيضا إلي10.8% هذا العام وإلي11.3% في.2013 وفي غضون ذلك, أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أمس أن بلادها تعد قيودا طارئة علي الهجرة لمواجهة أي زيادة في المهاجرين من اليونان ودول الاتحاد الأوروبي الأخري لأسباب اقتصادية حال انهيار اليورو. وذكرت ماي لصحيفة ديلي تلجراف البريطانية أنه مثل أي جزء من الحكومة من الصواب أن نقوم ببعض التخطيط الطاريء بشأن ذلك, إلا أنها لم تحدد الخطوات التي قد تطبقها حكومتها في هذا الصدد.