ينطلق اليوم الاجتماع غير عادى لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وعلى الرغم من أن هذا الاجتماع تقرر بناء على طلب الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» لمناقشة المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، خاصة فى ضوء رفض حكومة بينامين نيتانياهو المتطرفة للمبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر دولى لإنفاذ حل الدولتين، بالإضافة إلى الإعداد للقمة العربية التى ستعقد فى العاصمة الموريتانية – نواكشوط فى الخامس والعشرين من يوليو المقبل. فإنه تقرر إضافة بندين آخرين أحدهما عن الوضع فى ليبيا وذلك بناء على طلب من رئيس المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق الوطنى خلال اللقاء الذى جمعه بالدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة قبل ثلاثة أسابيع، كما تقرر خلال الساعات القليلة الماضية إضافة البند الرابع عن الأوضاع فى اليمن بناء على طلب من الحكومة اليمنية قدمه محمد الهيصمى سفيرها فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. وسيلقى الرئيس محمود عباس خطابا شاملا خلال الجلسة الافتتاحية سيطلع فيه وزراء الخارجية العرب - طبقا لمصدر فلسطينى رفيع المستوى تحدث ل”الأهرام”- على الاتصالات واللقاءات التى جرت فى الآونة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولى للسلام، الذى ستعقد أولى محطاته فى الثالث من يونيو المقبل بعد بمشاركة نحو 20 وزير خارجية من الدول المعنية باستثناء فلسطين وإسرائيل، وذلك للبحث فى جميع المعطيات التى من شأنها وضع آليات جديدة للتحرك باتجاه إنفاذ حل الدولتين فى ضوء قرارات الشرعية الدولية. وفى هذا السياق فإن أبو مازن سيؤكد حرص دولة فلسطين مجددا على تأييد المبادرة الفرنسية وسيطالب - حسب المصدر نفسه -بإضافة المبادرة التى طرحها أخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى بما يعطى المزيد من الزخم للتحرك الإقليمى والدولى المطلوب لإنقاذ عملية السلام حتى لا تصل إلى الطريق المسدود على يد حكومة بنيامين نيتانياهو المتطرفة، لاسيما ضم ليبرمان إليها كوزير للدفاع، وهو ما أعطى إشارة سلبية علي توجهات هذه الحكومة تجاه عملية السلام. وسيمتد خطاب أبو مازن إلى شرح الجهود الفلسطينية لنقل قضية استمرار الحكومة الإسرائيلية فى بناء المشروعات الاستيطانية إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقفها باعتبارها العقبة الكبرى أمام تحقيق السلام بالإضافة إلى إحاطة الوزارى العربى بكل أشكال التصعيد والاعتداءات والإجراءات العنصرية التى تقوم بها إسرائيل والمستوطنون ضد الشعب الفلسطينى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة فيما يتصل بالاقتحامات اليومية لباحات المسجد الأقصى ومحاولات طمس هوية القدس الحضارية وهدم المنازل وغيرها من أشكال العدوان والقتل الذى تمارسه سلطات الاحتلال ضد الشباب الفلسطينى فى المدينة وغيرها من مدن الضفة الغربية. وعلى صعيد الوضع فى ليبيا، فإن وفدها المشارك فى الاجتماع سيسعى للحصول علي إسناد عربى قوى وشامل للمجلس الرئاسى وحكومة الوفاق الوطني، لتتمكن من فرض سلطتها على جميع الأراضى الليبية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش الوطنى ووقف تمدد تنظيم داعش فى البلاد، بالإضافة إلى رفع الحظر المفروض على تزويد الجيش الليبى بالأسلحة والعتاد العسكري. وبالنسبة للوضع فى اليمن، فإن عبد الملك المخلافى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية سيحيط الوزارى العربى بكل مجريات المفاوضات الجارية فى الكويت بين وفد الشرعية والمتمردين وسيشرح محاولات الالتفاف التى يقوم بها ممثلو الحوثيين والرئيس المعزول على عبد الله صالح على المرجعيات التى تستند إليها المفاوضات، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطنى والمبادرة الخليجية، وفى هذا السياق حمّل السفير محمد الهيصمى سفير اليمن لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية ميليشيا الجماعة الحوثية المسئولية عن تعطيل جلسات الحوار اليمنى - اليمنى التى تعقد فى الكويت تحت رعاية المبعوث الدولى إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واستمرار الوضع اليمنى الراهن على ما هو عليه، وطالبها بالعمل على تغليب مصلحة الوطن العليا من أجل مصلحة اليمن كون الحوار هو الحل الأمثل والوحيد للأزمة الراهنة. وقال الهيصمى فى تصريحات للصحفيين: هناك مد وجذر، ونحن متفائلون بحصول تقدم بشرط أن تلتزم الميليشيات الانقلابية بالمرجعيات التى تم الاتفاق عليها وتستوعب فى الوقت نفسه أن الخيار العسكرى لا يمثل حلا للأزمة الذى يتمثل فقط فى الحل السياسى القائم على المرجعيات الدولية والمبادرة الخليجية وقرار الأممالمتحدة 2216.