انتخب حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا أمس رسميا وزير النقل بن على يلدريم رئيسا للحزب وللحكومة، خلفا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. وافتتح المؤتمر الاستثنائى لحزب العدالة والتنمية أمس تحت شعار «المسيرة السعيدة تتواصل» وسط تعزيزات أمنية مشددة حيث عقد المؤتمر فى قاعة رياضية بالعاصمة أنقرة شملت الآلاف من النشطاء المتحمسين. وفى أول تصريحات له، أعلن يلدريم أن الحزب سيظل يعمل فى المرحلة المقبلة بتوافق تام، مؤكدا أن تغيير القيادة لن يعنى سوى تقديم مزيد من الخدمات للمواطنين. وأكد يلدريم أن مكافحة الإرهاب ستستمر بنفس الطريقة ضد منظمة حزب العمال الكردستانى وأنصار فتح الله جولن وتنظيم داعش الإرهابى، مشددا على العمليات ستستمر ضد الإرهابيين حتى يصبح المواطنون بأمان وينهى الأكراد هجماتهم. وأوضح أن المهمة الأكبر فى المرحلة القادمة ستكون تغيير الدستور لإنهاء حالة التخبط بالبلاد وتحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسى فاعل. وحول اتفاق اللاجئين، أكد أن الاتحاد الأوروبى يحتاج إلى إنهاء حالة التخبط أيضا حول سياسات الهجرة،مضيفا أن أنقرة تريد أن تعرف ما الذى يفكر به الاتحاد الأوروبى تحديدا. وعن حقوق الإنسان، قال يلدريم إن تركيا ستواصل إجراءاتها لتحسين ملف حقوق الإنسان والديمقراطية وإلا لن تحصل تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبى. وقال بولنت طوران النائب عن حزب العدالة والتنمية لشبكة التليفزيون«إن تى فى»:»سنواصل بحب وبدفع جديد جهودنا لحكم البلاد».من جانبه، صرح داود أوغلو الذى قدم استقالته فى المؤتمر بأنه سيواصل عمله كنائب عن الحزب، وأنه لن يحاول بث الفرقة داخله. ويعد يلدريم -60 عاما- مهندس مشاريع البناء العملاقة التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، التى شملت تشييد آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة وتأسيس ثالث مطار بإسطنبول، فضلا عن جسر ثالث بين الضفتين الآسيوية والأوروبية لإسطنبول ونفق تحت البوسفور وقطار سريع. وكان يلدريم قد صرح بعد اختياره من قبل كوادر الحزب الحاكم، بأنه ليس هناك أى خلاف بينه وبين الرئيس حول أى نقطة، مؤكدا «سنعمل بانسجام تام مع كل الرفاق فى الحزب على كل المستويات بدءا برئيسنا المؤسس والقائد أردوغان». ويرى المراقبون أن المهمة الرئيسية لرئيس الحكومة الجديد ستكون تنفيذ مشروع التغيير الدستورى الذى يريده إردوغان لتحويل النظام السياسى التركى إلى نظام رئاسى. يأتى ذلك فى الوقت الذى تنطلق فيه اليوم فعاليات القمة الإنسانية بإسطنبول لمناقشة الأزمات الإنسانية حول العالم ووضع خطة عمل من أجلها بحضور 60 رئيس دولة وحكومة، و6 آلاف من المسئولين وممثلى الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام.