1400 طفل مصاب بفقد السمع يستطيع سنويا كسر حاجز الصمت فى حين لا يزال أضعافهم ينتظرون فرصة لزرع القوقعة. وسط مطالبات بفرض المسح السمعى لحديثي الولادة كخطوة فى الاكتشاف المبكر ومنع مصابين جدد بالصمم. جاء ذلك خلال الاحتفالية بمرور تسع سنوات على بدء برنامج زرع القوقعة عام 2007 فى مستشفى وادي النيل. قدم خلالها الأطفال الذين تمت زراعة القوقعة لهم عرضا مسرحيا يعكس المهارات اللغوية المكتسبة التى حققوها خلال فترة التأهيل. وتم توزيع جوائز على الأطفال بحضور الفريق الطبى المعالج والفريق المعاون من التمريض. وأوضح د.محمد الشاذلى أستاذ الأنف والأذن بقصر العينى ورئيس برنامج زراعة القوقعة بمستشفى وادى النيل، أن البرنامج يساهم فى إجراء نحو 25% من إجمالى 1400 حالة زرع قوقعة تجرى سنويا على مستوي الجمهورية. مستعرضا تزايد عدد حالات الزراعة وكذلك نسب نجاحها منذ بدء البرنامج عام 2007، والذى شمل إجراء إجمالى 820 شارك فيها المجتمع المدنى بدور هام فى مساعدة أهالى الأطفال فى توفير الجزء المتبقى من تكلفة عملية زرع القوقعة والتى تصل إلى 120 ألفا يتحمل التأمين الصحي تسعين ألفا منها. وسنويا ينضم 8 آلاف طفل سنويا إلى نادى ضعاف السمع بحسب قول د.الشاذلى، وهو ما يتطلب تبنى خطط للوقاية والكشف المبكر. على أن تشتمل على توفير خدمات المسح السمعى للأطفال حديثى الولادة. مشيرا إلى ارتفاع نسب الإصابة بضعف السمع فى مصر وصولا إلى إصابة 15 طفلا بضعف السمع من بين كل ألف من حديثى الولادة، وذلك بالمقارنة بالنسب العالمية التى لا تزيد عن 3 لكل ألف من المواليد، ويرجع ذلك بشكل أساسى للعيوب الخلقية نتيجة زواج الأقارب وحدوث الالتهابات أثناء الحمل مما يسبب ضموراً فى العصب السمعى ومنع وصول ذبذبات الصوت إلى المخ ومن ثم فقد القدرة على ترجمتها إلى صوت. وقال د.الشاذلى أن الاحتفالية هدفت إلى رفع الوعى المجتمعى بمشكلة ضعف السمع وحث الأهالى للبحث عن العلاج لإنقاذ أطفالهم من الإعاقة ليصبحوا أطفالا طبيعين بدون مشكلات فى السمع والكلام. كما تم التركيز على توعية الأهالى إلى أهمية المتابعة بعد عملية زرع القوقعة بجلسات التأهيل اللغوى والبرمجة حتى يكتسب الطفل كلمات ويستطيع التعبير وترجمة من يسمعه من أصوات. مؤكدا على أن جميع الأطفال الذين تم علاجهم خلال البرنامج قد حققوا نتائج مرضية في مهارات السمع والكلام. وهو ما عكسه الأداء المسرحي للأطفال والذي أردنا به – وفقا لقول د.الشاذلي – توصيل رسالة إلى الأهالي بضرورة المتابعة في برامج التأهيل لإعطاء أطفالهم الفرصة لتعلم الكلام وتلقي الأوامر الصوتية والاستجابة. كما طالب بضرورة دمج الأطفال ضعاف السمع والذين أجري لهم عملية زرع القوقعة، في مراحل التعليم وبما يؤهلهم إلى الالتحاق بوظائف العمل بدلا من أن يمثلوا عبئا على المجتمع.