كثير من مشجعى وعشاق فريق الأهلى لا يدركون كثيراً عن تاريخه الطويل مع الفرق الأوروبية والمنتخبات العالمية، ويتذكرون فقط الماضى القريب بمواجهات برشلونة وريال مدريد الاسبانيين وبنفيكا البرتغالي، وبايرن ميونخ الالماني، ولكن ما لا يعلمه البعض أن تاريخ الأهلى مع الفرق العالمية، طويل وممتد منذ 61 عاماً، والبداية كانت تحديداً عام 1955، عندما شهدت أول احتكاك عالمى لفريق الأهلى وكان مع منتخب المجر، ووقتها كان هو أقوى منتخبات العالم على الإطلاق، ويكفى أن يكون هيديكوتى وبوشكاش وبجيك وكوتشسى ضمن صفوف المنتخب المجري، بينما أبرز نجوم الأهلى كانوا احمد ابوالمعاطى وسيد صالح وتوتو ومكاوى، ويومها خسر 1-4، وأحرز هدفه الوحيد مكاوى. وهناك مفارقة غريبة حدثت فى نفس العام، عندما خاض المنتخب الوطنى الأول مباراة فى نفس العالم مع منتخب المجر، وكان يمنى النفس بتحقيق نتيجة أفضل، لكنه خسر بغرابة، 0-14. وفى عام1958 لعب الأهلى من جديد مع فريق أنيجريا بطل رومانيا، وفاز الأهلى 2-1، أحرزهما صالح سليم، وكان من نجوم الفريق فى هذا التوقيت، رفعت الفناجيلى والضظوى وصالح سليم وميمى الشربينى والحارس الكبير عادل هيكل. ومرة أخرى كرر الأهلى تفوقه على الفرق العالمية في1959 عندما لعب مع فريق ستارز بطل الدورى اليوجوسلافى وكان معروفا باسم «النجوم الحمر» وفاز المارد الأحمر بثلاثية نظيفة أحرزها ميمى الشربينى «هدفين» وصالح سليم هدف، وكان نجوم الفريق عادل هيكل وميمى الشربينى وصالح سليم وطلعت عبدالحميد وطه اسماعيل. وفى العام1961 كان هناك تغير فى هوية الفرق التى يلتقى بها الأهلي، حيث أتجه إلى الفرق البرازيلية ووقع اختياره على بطل الدورى فريق فيلوا فانزا، ورغم قوة الفريق إلا أن الأهلى فاز 2-1 بأقدام صالح سليم، وزاد على نجوم الفريق السابقين طارق سليم وأنور صالح وأبو الروس وأبو غيدة ورفعت الفناجيلى. وفى نفس العام، استضاف الأهلى فريق برشلونة الأسبانى الرهيب الذى حضر القاهرة بجميع نجومة، وفاز بسهولة على الأهلى 6-1، بقدم طه إسماعيل. ومن جديد عاد الأهلى إلى انتصاراته على الفرق الكبرى وكان فى عام 1962 على حساب فريق بنفيكا البرتغالى 3-2، احد أفضل أندية أوروبا فى تلك الفترة، وأحرز طه إسماعيل «هدفين» وبدوى عبد الفتاح هدفا، لكن حدث أمر طريف بعد أن قام حكم اللقاء بتسجيل الهدفين باسم بدوى عبد الفتاح وهدف واحد باسم طه إسماعيل وخسر الأهلى أمام فاشوش بطل المجر 1-5 بقدم عوضين، وعاد الأهلى للفوز أمام فريق اوديسا الروسى بثلاثية نظيفة أحرزهم الخطيب «هدفين» وهى المباراة التى شهدت بداية تألق الخطيب، وهدف للشاذلى لاعب الترسانه الذى استعان به الأهلى فى هذه المباراة. وفى عام 1974 فاز الأهلى على فريق استوريا فيينا بطل النمسا 3-1 احرزهما الخطيب «هدفين» ومصطفى عبدة، وشهدت ولادة جيل جديد للقلعة الحمراء ابرزهم الخطيب، مصطفى عبدو، زيزو، مصطفى يونس، صفوت عبدالحليم. ثم استضاف فريق ليجا وارسوا بطل بولندا 1975، وفاز الأهلى 2-1 بأقدام محسن صالح ومختار مختار وهى المباراة التى شهدت ولادة الموهبة «مختار مختار»، وفى نفس العام فاز الأهلى على دوجلا براج التشيكى 2-1 احرز للأهلى احرزهما محسن صالح وشريف عبدالمنعم. وللمرة الرابعة يلتقى الأهلى مع فريق أوروبى عندما واجه بايرن ميونخ عام 1975 وكان الفريق الأول فى ألمانيا وحضر بكامل نجومه الذين فازوا بكاس العالم 1974 مع ألمانيا ومنهم ماير وموللر، وحقق الأهلى أكبر مفاجأة بالفوز 2-1 لمحسن صالح وشريف عبد المنعم. وفى عام 1976 استضاف الأهلى ثانى فرق ألمانيا مونشن جلاد باخ بطل أوروبا وكان فى هذا التوقيت يسمى بورسيا ومدربه هو هيديكوتى ومن نجومه كليف وكيلنكهام، وانتهى اللقاء بالتعادل 2-2 بقدم عبد الباقى وانور سلامة. وفى عام 1980 اتجه الأهلى إلى المدرسة الإنجليزية ولعب أمام ساوث هامبتون وفاز بهدفى محمد عباس وشريف عبدالمنعم وتكرر الأمر عام 1988 مع الفرق الأنجليزية ولكن خارج الديار فى انجلترا أمام كوينز بارك رينجرز بمناسبة افتتاح الإستاد الجديد للنادى الانجليزى وانتهت بتعادل 1-1 سجل ألن ماكدونالد للفريق الانجليزى وتعادل ربيع ياسين للأهلي. وكان غريبا على الأهلى أن يبتعد عن المباريات العالمية خلال فترة التسعينات، قبل أن يعود للظهور بقوة بمواجهات من العيار الثقيل فى الألفيه الجديدة، التى بدأت بمواجهه ريال مدريد فى أغسطس 2001 وأطلق عليها وقتها مباراة «القرن» بعد فوز الأهلى بلقب نادى القرن الإفريقي، وحصول الريال على لقب نادى القرن الأوروبي، وحقق بطل مصر فوزاً تاريخياُ بهدف للنيجيرى صنداي. وفى أغسطس 2002 لعب الأهلى مع روما الايطالى وفاز أيضاً 2-1 بقدم إبراهيم سعيد والانجولى افيلينو، ولروما مونتيلا. وخسر الأهلى فى 2003 أمام اياكس امستردام الهولندى 1-2 سجلهما وائل جمعه، ولأياكس احمد حسام ميدو، وفى نفس العام التقى ريال سوسيداد الاسبانى فى اسبانيا، وتعادل 1-1، تقدم كوفازيفتش وتعادل وائل رياض للاهلي، ولعب الفريقان ركلات الترجيح الذى حسمها الفريق الاسبانى لصالحه 4-3. وفى عام 2004 واجه فريق اوساسونا الاسباني، وخسر بهدف، ثم تعادل مع باريس سان جيرمان الفرنسى 1-1 عام 2006، وفى يوليو عام 2007 التقى مع بنفيكا البرتغالى وفاز 2-1 ، وشهد العام نفسه خسارة برباعية من برشلونه فى احتفالات المئويه. وكانت أخر لقاءات الأهلى الأوروبية مع بايرن ميونخ الألمانى فى العاصمة القطرية الدوحة ووقتها خسر 1-2، بهدف لمحمد بركات عام 2012. ومع هذا السرد التاريخى البسيط لتاريخ الأهلى مع الفرق الأوروبية، يجب على كل مصرى أن يفخر بهذا الفريق المعروف لدى جميع كبار أوروبا سواء منتخبات أو أندية، فهو ليس فقط مجرد أفضل أندية أفريقيا على الإطلاق وفريق القرن الأفريقي، بل أنه أحد أهم معالم كرة القدم فى العالم.. أنه النادى الأهلي.