أنا صيدلانية أعمل في مكان حكومي مرموق.. واكتب إليكم عن صديقة لي كيميائية شابة وجميلة هي البنت الوحيدة لعائلة متوسطة الحال ولها أخ واحد, وقد اختارها الله لتتحمل الابتلاءات منذ صغرها. فعندما كانت طالبة في الجامعة أحبت احد مدرسيها من المرحلة الثانوية وبادلها الحب وتمت خطبتها له وعقدا قرانهما وكانت في انتظار التخرج حتي يكللا حبهما بالزفاف السعيد, ولكنها أصيبت فجأة بورم في المخ أقعدها مشلولة لفترة. ورقدت في المستشفي بين الحياة والموت وتخلي عنها الجميع وأولهم زوجها للأسف الشديد ثم مات والدها حزنا وكمدا عليها ولم يجد الأطباء بدا من اجراء جراحة لها بالمخ لازالة الورم وبعد عدة شهور من الله عليها بالشفاء الجزئي وخرجت من المستشفي وواظبت علي جلسات العلاج الطبيعي, وبدأت في التحرك, ولكن المحنة تركت أثرا علي ملامح وجهها الملائكي بالعين والفم, كما أثرت علي احدي اذنيها واضعفت حاسة السمع بها. ولكنها تستسلم للمرض والتحقت بالجهة التي أعمل بها واستكملت دراستها العليا حتي حصلت علي الماجستير بتفوق, وعرفتها متدينة جميلة الاخلاق حلوة المشاعر تفيض حنانا وتساعد من حولها بعلمها وتضفي جوا من البهجة علي المكان برغم تأخر سن زواجها حتي تعدت الثلاثين وهي دائما صابرة ولا تتوقف عن حمد الله وشكره, وبرغم المصاعب والآلام واصلت سعيها للحصول علي درجة الدكتوراه.. واجتازت امتحاناتها, وكانت في طريقها لمناقشة الرسالة عندما هاجمها المرض نفسه للمرة الثانية في المخ وأثر علي العصب السمعي فأفقدت حاسة السمع تماما.. وهنا وانهارت صديقتي وإنهارت معها احلام والدتها العجوز وصار الشفاء املا بعيدا بعد ان اكد الاطباء صعوبة اجراء عملية جراحية أخري لإزالة الورم.. واختاروا العلاج باستخدام جهاز الجامانايف.. وخضعت صديقتي بالفعل لأولي جلسات العلاج, وظلت المشكلة في اصابة العصب السمعي. ووافق أحد الأطباء علي عملية لزرع سماعة داخل المخ وازالة الورم ولكنها عملية قد تفقدها حياتها, ولم تتردد صديقتي في الموافقة برغم حزن والدتها وقلقها الرهيب, ولكن العائق هو ان العملية مكلفة وتتعدي تكلفتها مائتين وخمسين ألف جنيه.. وصديقتي من الطبقة المتوسطة, وقد انفقت اموال عائلتها علي علاجها واستكمال دراستها.. والحقيقة أنها تتمتع بعزة نفس شديدة تمنعها من طلب المساعدة. ولمح إلي ذهني بابكم الكريم ان يتبني قراؤك نفقة علاجها لكي يعيدوا البسمة إلي هذه الفتاة الحزينة. .. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: لا أدري من أي نوعية هؤلاء البشر الذين يظنون انهم بمنأي عن المرض فيتصرفون وكأنما حيزت لهم الدنيا وما فيها وحتي لو انهم تملكوها بالفعل كم تساوي عند الله سبحانه وتعالي؟.. ألا يدرون ان الآخرة خير وأبقي؟.. لقد كان المأمول من زوج هذه الشابة صاحبة النفس الصافية التي تحمل الحب للجميع ولا تعرف الضغينة لأحد ان يقف إلي جانبها حتي تتعافي. ليكون ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.وفتطئن نفسها وتتلاشي أحزانها. لكنه للأسف الشديد نسيالآخرة ونظر تحت قدميه. أرجوها ألا تفقد الأمل في الشفاء وسوف تتحول شفاها الحزينة إلي شفاه مبتسمة مشرقة بنور ربها قريبا حين يكتب لها الشفاء.