قد ابتلى الله المسلمين بالحر في غزوة تبوك ليميز بين المؤمنين الصادقين والمنافقين وفيها نزلت الآية : " وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى 0لْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [سورة التوبة الآية 81] ، و روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضاً ، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم) ... اللهم اجرنا جميعا من حر جهنم ونارها . والله يرسل هذه الآيات ليتوب الناس إليه سبحانه عما يشركون به والشرك طبقا لإجماع الفقهاء نوعان أولا : * الشرك الظاهر * وهو عدم الإيمان بوحدانية الله وبإنه لم يلد ولم يولد ولا شريك له وثانيا : * الشرك الخفي * وهو ان تؤمن بإن رزقك ونجاتك من مهالك الدنيا بيد غير الله وتطيعه من دون الله وتظلم الآخرين وتعتدي عليهم بالقول او الفعل ارضاء له او ترتكب المعاصي الخاصة بأمراض القلوب كالغفلة والرياء والنفاق والحسد ويقول الله تعالى " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " (سورة الشعراء الآية ( 88 – 89 ) ويقول سبحانه وتعالى "ما تسبق من أمة آجلها وما يستأخرون " ( سورة المؤمنون آيه 43 ) ويقول الله تعالى "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ 0لْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَ0تَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍ مّنَ 0لسَّمَاء وَ0لأرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون " [سورة الأعراف الآيه 96]. ويقول الله تعالى " فَقُلْتُ 0سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ 0لسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً" [سورة نوح الآيه 10- 12]. ويقول الله تعالى يٰأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا 0لنَّاسُ وَ0لْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ 0للَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة التحريم الآيه 6]. وهناك آيات اخرى يرسلها الله لعباده ليرجعوا إليه ولا يشركوا به احدا في الظاهر او الباطن ويقول الله تعالى "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِين " ( سورة الأعراف الآيه 133 ) ويقول الله تعالى : "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ " ... (سورة العنكبوت الآيه 14) واختلف الفقهاء حول معنى الطوفان فمنهم من رآى أن الطوفان كثرة الأمطار الغرقة المتلفة للزروع ومنهم من قال إن الطوفان هو الموت استنادا إلى حديث الرسول عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطوفان الموت واستنادا كذلك إلى الآية 19 – 20 من سورة القلم في قوله تعالى : " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم " ... اما الجراد والضفادع معرفون والقمل هم السوس او البراغيث وآية الدم المقصود بها ارسال الله انهارا من الدم للناس الغافلين الذين يشركون به في الظاهر أو الباطن وحرمانهم من أهم شريان بالحياة وهو الماء العذب !! [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي