فى يوم شهد سقوط عدد من الرؤوس الكبيرة فى القيادات الميدانية المحاربة بسوريا، أعلن حزب الله اللبنانى مقتل مسئول العمليات العسكرية للحزب فى سوريا مصطفى بدر الدين ، وهو أحد كبار المسئولين فى حزب الله ، فى الوقت الذى لقى فيه 16 قياديا من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة مقتلهم. وتمثل فقدان الحزب لبدر الدين الملقب ب«السيد ذو الفار» «55 عاما" أكبر خسارة تلحق به وإيران فى سوريا، رغم التدخل العسكرى الروسى دعما للأسد وحلفائه،وهو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكرى الراحل لحزب الله. وفقد حزب الله 4 من الشخصيات البارزة فيه منذ يناير 2015 كما قتل عدد من العسكريين الإيرانيين البارزين على يد مقاتلى المعارضة السورية أو فى هجمات إسرائيلية. وقال حزب الله فى بيان إن بدر الدين قتل فى هجوم استهدف أحد قواعده قرب مطار دمشق. وأضاف الحزب فى بيان أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، مشيرا الى أن الحزب يجرى تحقيقا "لتحديد طبيعة الانفجار وأسبابه وهل هو ناتج عن قصف جوى أو صاروخى أو مدفعي" ووصف البيان بدر الدين بأنه "القائد الجهادى الكبير" لكنه لم يذكر متى قتل وقال إنه "عاد شهيدا ملتحفا راية النصر الذى أسس له عبر جهاده المرير فى مواجهة الجماعات التكفيرية فى سوريا." وفى وقت سابق قالت محطة تلفزيون لبنانية إن بدر الدين قتل فى ضربة جوية إسرائيلية فى سوريا، ولم يصدر رد فورى من إسرائيل التى ضربت أهدافا لحزب الله داخل سوريا عدة مرات أثناء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات. وفى العام الماضي، خلص بيان لوزارة الخزانة الأمريكية يتضمن تفاصيل عقوبات على بدر الدين إلى أنه مسئول عن العمليات العسكرية لحزب الله فى سوريا منذ 2011 ، وأنه رافق السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله أثناء اجتماعات للتنسيق الاستراتيجى مع الأسد فى دمشق. ووجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التى تدعمها الأممالمتحدة إلى بدر تهمة الضلوع فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى فى عام 2005. وكان صدر عليه حكم بالإعدام فى الكويت عن دوره فى هجمات بالقنابل هناك فى 1983، وهرب من السجن بعد أن غزا العراق تحت قيادة صدام حسين الكويت فى 1990. وعلى مدى 4 سنوات كان بدر الدين العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج، وتمكن من تفادى الوقوع فى أيدى حكومات عربية وغربية بالعمل فى الخفاء.وقال بيان الخزانة الأمريكية أيضا إنه قاد الهجمات البرية لحزب الله فى بلدة القصير السورية فى فبراير شباط 2013 والتى كانت معركة حاسمة فى الحرب عندما هزم مقاتلو الحزب مسلحى المعارضة فى منطقة قرب الحدود السورية-اللبنانية. وتشير تقديرات إلى أن حوالى 1200 من مقاتلى حزب الله قتلوا فى الحرب فى سوريا، ومن بينهم سمير القنطار وجهاد مغنية ابن عماد مغنية. ويتهم حزب الله إسرائيل بتنفيذ عملية قتل مغنية الذى لقى حتفه فى انفجار قنبلة فى دمشق فى 2008. وفى سياق مقابل، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 16 قياديا فى جبهة النصرة وتنظيم القاعدة فى بلاد الشام"، قتلوا جراء قصف مكثف من طائرات حربية غير معلوم ما إذا ما كانت تابعة للتحالف الدولى أو لروسيا. وأفاد المرصد أن القتلى من بينهم "أمير قاطع البادية" وقيادى آخر من جنسية أردنية. واشار المرصد إلى ان الغارات استهدفتهم خلال اجتماع ل"قاطع البادية" فى مطار أبو الظهور العسكرى بريف إدلب الشرقى أمس الأول، والذى سيطرت عليه جبهة النصرة والحزب الإسلامى التركستانى فى التاسع من سبتمبر العام الماضي.