أكد عبد السلام ولد أحمد المدير المساعد لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» أن 15 دولة فى منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا تمكنت من تحقيق هدف الألفية الخاص بمكافحة الجوع، وهى مصر والجزائر والبحرين وإيران والأردن ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان. وقال خلال افتتاح الدورة ال33 لمؤتمر الفاو الاقليمى للشرق الأدنى إن هذه النتائج تحققت بفضل العمل على عدة جبهات ، حيث وضعت بلدان الاقليم الأمن الغذائى على رأس اولوياتها فزادت من انتاجها الزراعى وحسنت بشكل كبير من صادراتها الغذائية وطبقت برامج للحماية الاجتماعية على نطاق واسع. موضحا أن هذه السياسات مكنت من زيادة توافر الغذاء، كما ساهمت فى تحسين القدرة على الحصول عليه وتخفيض الفقر المدقع فى المناطق الريفية والحضرية. وأشار الى أن بعض دول المنطقة نجحت فى خفض انتشار نقص التغذية الى النصف بين 1990 و2015 بينما تمكنت دول أخرى من إبقاء معدلات نقص التغذية تحت نسبة 5%. وتحسنت مؤشرات التغذية العامة، إلا ان سوء التغذية المزمن ما زال مرتفعا، وتحسنت مستويات انتشار التقزم لدى الاطفال دون سن الخامسة، وكذلك فقر الدم وغيره من مشاكل نقص التغذية، الا ان معدلات البدانة والسمنة ازدادت فى جميع دول المنطقة. وقال إن تحدى الأمن الغذائى فى المنطقة يضاف إلى تحديات أخري، جسيمة ومزمنة، وعلى رأسها ندرة المياه وتدهور الأراضى وخطر التغيرات المناخية، والتخلف الريفي، وارتفاع مستويات البطالة، خاصة بين الشباب، والتفاوت فى المساواة بين الجنسين فى ظل الارتفاع المستمر لعدد السكان. واضاف أن الدورة السابقة للمؤتمر الاقليمى للشرق الادنى اعتمدت ثلاث مبادرات إقليمية لمواجهة تحديات الأمن الغذائى والتنمية الزراعية المستدامة، وهي: المبادرة الاقليمية لندرة المياه، والمبادرة الاقليمية للأمن الغذائى وبناء الصمود، ومبادرة دعم الحيازات الصغيرة. وقد أوكلت الدورة الثانية والثلاثين إلى المنظمة السير فى صياغة هذه المبادرات والقيام بالدراسات والبرامج المناسبة، والإسراع فى حشد الدعم المطلوب والترويج لهذه المبادرات وبناء الشراكات حولها مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية والبدء فى تنفيذها.مشيرا الى انه تم بالفعل إطلاق هذه المبادرات خلال السنتين الماضيتين، بدءا بمبادرة ندرة المياه التى صادق عليها مجلس وزراء المياه العرب فى جامعة الدول العربية كبرنامج داعم لاستراتيجية الأمن المائى العربي. . وقال إنه تم اطلاق مبادرة الامن الغذائى ودعم الصمود مع التركيز على الدول التى تمر بأزمات او تلك التى تتأثر بها، خصوصاً سوريا والعراق والأردن ولبنان واليمن وفلسطين.وكذلك تم مؤخراً إطلاق مبادرة الزراعة الأسرية ودعم صغار المزارعين والحيازات الصغيرة، بعد اكتمال دراسات ميدانية شملت ست دول، والتشاور على نطاق واسع مع خبراء وشركاء إقليميين ودوليين، وسيتم تعزيز هذه المبادرة خلال السنتين المقبلتين. وتواصل العمل فى الفترة الماضية على تكثيف التشاور مع الدول وتبادل التجارب حول المواضيع الأساسية المرتبطة بالأمن الغذائى والتنمية المستدامة للزراعة والموارد الطبيعية. كما تم تكثيف الجهود لمواجهة الآفات التى تهدد الزراعة والأمراض الحيوانية، وعلى وجه الخصوص الجراد الصحراوى وانفلونزا الطيور وفيروس كورونا وسوسة النخيل الحمراء.