أكدت الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأممالمتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أن البعض يصف الإعلام الغربي بالمزاجية في اختيار الأخبار من المنطقة، وتساءلت "كم وسيلة إعلام عالمية سلطت الضوء على البعد الانساني لمبادرة دول الخليج العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات في مد يد الأخوة للشقيقة الكبرى مصر ومساعدتها في إعادة البناء ودعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل للملايين؟ قائلة مصر، التي قادتها رائدة عالم التواصل والعلاقات الاستراتيجية في التاريخ، الملكة كليوباترا، بحسب العديد من الدراسات ومصر ذاتها التي يشكل الشباب النسبة الأعلى من سكانها، والشباب هم مصدر أملنا بالمستقبل". جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقتها الأميرة هيا خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة فى دبى تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آلِ مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى وبمشاركة حشد من القيادات الإعلامية العربية والمحلية، وكبار الكتّاب والمفكرين في المنطقة العربية ورموز العمل الإعلامي العربي والعالمي، لمناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة برسالة المنتدى هذا العام " الإعلام... أبعاد إنسانية". وشددت الأميرة هيا على أهمية دور الإعلام في خدمة الإنسانية، مشيرة إلى أثر الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة العربية في تهميش الجانب الإنساني، ووضع تلك الأزمات الإنسانية ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية. ودعت الأميرة هيا بنت الحسين إلى رفع القيود عن الاعلام كي يقوم بدوره في نقل الصورة الحقيقية للجميع مع المصداقية واحترام القانون. وأوضح أن بعض وسائل الإعلام الغربية تتعامل بنوع من المزاجية في اختيار الأخبار من المنطقة، مشيرة إلى أن جائزة شيخ الشباب الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي هي مثال حقيقي ينقل الشباب من خلاله الصورة الإنسانية من دون رتوش. وأشارت إلى جهود الشيخ محمد بن راشد في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتشاور والتواصل مع الناس والشباب، داعية الجميع إلى العمل تحت مظلة منتدى الإعلام العربي لوضع ميثاق شرف جديد للمهنة، يضمن أكبر نسبة من التوافق بين جميع الأطراف، وذلك في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم، وهي تغيرات شوهت صورة الدين الإسلامي الحنيف. وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي، أيضا ألقى ناصر جودة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية كلمة تناول فيها مجمل الأوضاع الإنسانية التي تواجهها المنطقة جراء القضايا السياسية والنزاعات في المنطقة خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق وكذلك انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف وما خلفه من تشويه لصورة لديننا الإسلامي الحنيف، متناولا دور الإعلام في التصدي لمختلف تلك القضايا ومسئوليته في تصحيح الصورة المغلوطة عن واقعنا العربي والإسلامي مع أهمية تقديم رسالة تحصن الشباب في الوقوع في فخ التنظيمات الإرهابية. وكان المنتدي قد شهدعقد عدة جلسات إعلامية أكد خلالها السفير عمر سيف غباش سفير دولة الإمارات لدى روسيا تحت عنوان "نشر السلام والمبادئ الإنسانية"، أن موسكو تضطلع بدور رئيس في الأزمة السورية بصرف النظر عن خلافنا معها في كيفية حل الأزمة، مؤكدا على استمرار الحوار مع روسيا لتقريب وجهات النظر معها. وأشار إلى أن الدول العربية تتفهم تماما المصالح الروسية في المنطقة وخصوصاً فيما يتعلق بالأزمة السورية. وأكد غباش إن الامارات ودول المنطقة تنظر إلى "داعش" والإسلام المتطرف باعتباره يشكل خطراً حقيقيا، وبالتالي فإنه "عندما يؤكد الروس أن هدفهم الرئيسي في سوريا يكمن في توجيه ضربات ضد الإسلام الراديكالي متمثلا في داعش والنصرة وغيرهم فإننا نحملهم صدق نواياهم، لأن هناك ربط بين الإرهاب المنتشر في الشرق الأوسط والقوقاز ونحن نتفهم ذلك".. وتحدث في الجلسة التي أدارها الاعلامى ياسر العمرو، كل من الكاتب والإعلامي ياسر عبد العزيز، ومحمد النغيمش، الكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط"، وأكد النغيمش أهمية دور الإعلام كنافذة تعالج قضايا المجتمع، مشيراً إلى ضرورة عدم تعارض هذا الدور مع الرسالة الأساسية للإعلام في الارتقاء بالمجتمع من خلال التوعية المستمرة، والاختيار الجيد للمواد الإعلامية المقدمة. من جانبه أكد ياسر عبدالعزيز على أهمية أن يعكس الإعلام ما يدور في المجتمع من قضايا، لا سيما القضايا الإيجابية التي تشحذ الهمم وتعزز التفاؤل بين أفراد المجتمع.