تعددت فى السنوات الأخيرة الجماعات المتطرفة بمسمياتها المختلفة وكلها تنتسب إلى الاسلام وكل جماعة تبنى نظامها على الطاعة العمياء وتلتزم بأوامر أميرها أو قائدها أو مرشدها وتعتبر طاعته من الايمان وعصيانه كفرا، فيطاع دون مراجعة أو إبطاء. إنه نظام الطاعة العمياء الذى يصل إلى حد قتل الآخر أو قتل نفسه ليقتل الآخرين بحزام ناسف وهذا هو الانتحار الصريح المحرم شرعا ولكنه عند التكفيريين وجماعات الشر جهاد يدخل صاحبه الجنة على الفور وهذه رخصة لم يصل إليها نبى ولا رسول، وقد أوصلت هذه الطاعة أنصار الجماعة وأتباعها الى التخلى عن العقل والتفكير وأصبحوا أدوات تخريب وقتل وتدمير لا يسمعون إلى ما يقوله زعيمهم ولا يفهمون إلا ما يقوله المرشد ونوابه ومستشاروه. وأسوق موقفا عن سماحة الإسلام ونظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتباعه والمسلمين عامة، كيف كان يعاملهم ويتلطف معهم ويحاورهم وهذا الموقف مع واحدة من عامة المسلمين اسمها بريرة وكان اسم زوجها مغيث ثم انفصلت عنه بطلاق أو خلع ولكن الزوج مغيث كان يحبها حبا ملك عليه نفسه فكان يبكى حزنا على فراق زوجته بكاء متصلا لا ينقطع حتى عرف الناس عنه ذلك وهام فى طرقات المدينة حزينا باكيا ورآه العباس عم النبى فرق لحاله وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم التدخل والشفاعة عند بريرة عساها تعود لزوجها وطلب الرسول بريرة ولما جاءته طلب منها العودة لزوجها فقالت أتأمرنى يا رسول الله قال، لا بل أنا شافع فلما علمت بريرة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شافع فقط اعتذرت وأصرت على موقفها من الفراق وقالت أنا لا أريده يا رسول الله ولم يجبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على العودة. هذا هو الاسلام الصحيح وهذه هى أخلاق الاسلام فليكن رسولنا هو القدوة والمعلم. شوقى معروف عاشور