استولى الحوثيون وحلفاؤهم فى اليمن على معسكر للجيش شمالى العاصمة صنعاء أمس، فيما يعد انتكاسة لوقف إطلاق النار الهش ومحادثات السلام، التى تجرى فى الكويت بهدف إنهاء الحرب الدائرة منذ حوالى عام. وكانت مليشيات الحوثيين وصالح قد شنت هجوما مساء أمس الأول على معسكر لواء العمالقة بعد حصاره لفترة طويلة ونقلت الأسلحة الموجودة فيه إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم، ورفضت قيادة المعسكر تسليمه لهم طوال حصاره وناشدت قوات الشرعية دعمهم مرات عديدة. ويعد لواء العمالقة من أقدم الألوية العسكرية وأكثرها تماسكا وكان قد شارك فى الحروب الست التى شنتها الدولة على الحوثيين فى محافظة صعدة، ويقع اللواء على قمة الجبل الأسود المطل على حرف سفيان من الاتجاهين الجنوبى والغربي. وأشارت الأنباء الواردة من عمران إلى أن الهجوم على المعسكر أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من جنوده عقب عملية اقتحامه بالقوة من قبل المئات من عناصر المليشيات. وعلى عكس معظم الجنود اليمنيين رفض الجنود فى معسكر العمالقة أن ينحازوا لأى طرف من أطراف الصراع فى الحرب الأهلية الدائرة بين الحوثيين المدعومين من إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى التى يدعمها التحالف العربى بقيادة السعودية. وقال مسئولون محليون إن الحوثيين شنوا هجوما مباغتا على المعسكر الواقع فى محافظة عمران، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة عند فجر أمس. وأضافوا أن عددا من الجنود المدافعين عن المعسكر قتلوا خلال الهجوم. ومن جانبه، قال عبد الملك المخلافى وزير خارجية اليمن ورئيس وفد الحكومة فى مفاوضات الكويت التى تدعمها الأممالمتحدة إن الهجوم "ينسف" المحادثات. وأضاف فى تغريدة على تويتر "سنتخذ الموقف المناسب، ردا على جريمة الحوثيين فى معسكر العمالقة بعمران من أجل شعبنا وبلادنا." ومن جانبها، اتهمت وكالة أنباء "سبأ" التى يديرها الحوثيون التحالف الذى تقوده السعودية وقوات الحكومة اليمنية بانتهاك الهدنة4000 مرة ، وقالت إن القصف والهجمات وتحليق الطائرات الحربية صعدت التوتر، فيما قال ياسين مكاوى مستشار الرئيس اليمنى عضو الوفد الحكومى لمشاورات الكويت :"إن استمرار الحوثيين فى الجرائم الإرهابية فى عدد من المناطق ومنها تعز وبيحان وكرش ونهم ومأرب والبيضاء وفى اتجاه عقبة ثرى وغيرها ينسف مشاورات السلام فى الكويت". وأضاف مكاوى :"جريمتهم فى اقتحام معسكر العمالقة فى حرف سفيان إضافة إلى دعمهم المستمر للقاعدة وحديث الرئيس السابق على عبدالله صالح لقناة "روسيا اليوم" إشارات على استمرار تلك الجرائم والانقلاب على مرجعيات المشاورات والنقاط الخمس وجهود المجتمع الدولى ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق السلام". وفى السياق ذاته، قال عبد الله العليمى رئيس الفريق الاستشارى عضو الوفد الحكومى إن حديث صالح والهجوم الإرهابى الغادر على معسكر لواء العمالقة ينسف المشاورات فى الكويت. يأتى ذلك فى وقت، نفى مصدر عسكرى يمنى بقيادة قاعدة العند العسكرية صحة الأنباء التى وردت عن استهداف القاعدة بصواريخ أطلقتها مليشيات الحوثى وصالح. وقال المتحدث باسم قاعدة العند العسكرية قائد نصر، إن هذه الأنباء عارية من الصحة، موضحا أن قوات التحالف العربى أطلقت فجر أمس صاروخين أرض-أرض من قاعدة العند استهدفا عناصر من تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابى التابع لتنظيم "القاعدة" غرب حوطة لحج. وفى تطور آخر أعلنت المقاومة اليمنية مقتل17 من أفراد قوات الجيش الوطنى والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادى، بنيران الحوثيين وقوات صالح، فى مديرية صرواح بمحافظة مأرب شرقى اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. واضاف أن "الحوثيين وقوات صالح استمروا فى خرق الهدنة وقصف عدة مواقع للجيش والمقاومة فى محافظة مأرب".
