شهد الثلث الأول لمهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والستين عرض كل الأفلام العربية الطويلة المشاركة وهي الفيلم المغربي الفرنسي( خيول الله) والجزائري الفرنسي( التائب) والمصري الفرنسي( بعد الموقعة). الذي كان مصدر تعاسة الكثير من العرب الحاضرين للمهرجان ليس فقط لتواضع مستواه لكن للأسرار التي تكشفت وراءه ولتصريحات مخرجه في أثناء المؤتمر الصحفي. وقد تبارت الصحافة العالمية للسخرية من( بعد الموقعة) ومن التعجب لوصوله المسابقة الرسمية. الجارديان البريطانية قالت: انها ميلودراما عن العناوين العريضة للثورة المصرية بدون التعمق في اي منها. الشخصيات نماذج كاريكاتورية تتشدق بالشعارات. الاكسبريس الفرنسية: الفيلم عبارة عن قصص غير متصلة ويفتقد للوحدة. كورييه انترناسيونال الدولية: الفيلم كارثة والبناء الدرامي تم بشكل سيئ بدون منطق أو تجانس. اندي واير اكبر موقع سينمائي عالمي: الفيلم مخفق وملتوي.والفيجارو الفرنسية قالت:. السينما كبيرة جدا, ونصرالله ليس أحد أنبيائها. أما المجلات اليومية التي تصدر بالمهرجان مثل سكرين والفيلم الفرنسي والتي تقدم تقييما يوميا لأهم20 ناقدا من فرنسا والعالم صنفت بعد الموقعة مابين ردئ وضعيف. والفيلم يحكي عن علاقة غير مبررة بين فتاة تعمل بالاعلانات واشتركت بالثورة هي ريم( منة شلبي) مع محمود( باسم سمرة)أحد مؤجري الخيول بنزلة السمان الذين يعتبرهم البعض بلطجية لكن الفيلم يدافع عنهم. ويقحم الفيلم الثورة بدون ان تكون مرتبطة بالقصة الاساسية. وينهي المخرج الاحداث بقتل( محمود) في أحداث ماسبيرو وهو لا علاقة له بها من قريب او بعيد. لكن اذا كان الفيلم بهذا السوء فمن الذي أوصله لمسابقة مهرجان كان ؟ نصر الله والمنتج الصهيونى كان المعروف للجميع بمصر ان المنتج الاردني وليد الكردي بشركته المصرية هو منتج بعد الموقعة لكني فوجئت مثل غيري في كان بوجود شركة فرنسية مشاركة في انتاج الفيلم, رغم أن امكانيات الكردي المعروفة بالسوق السينمائية تسمح له أن ينتج الفيلم بدون شركاء..وكانت الصدمة عندما عرفت أن المنتج الفرنسي المشارك في انتاج الفيلم هو( جورج مارك بنامو).وأي شخص متابع للشأن الفرنسي يعرف من هو الرجل. فقد عمل طوال عمره صحفيا دوره الحقيقي أنه همزة الوصل بين الرؤساء الفرنسيين وبين اللوبي الصهيوني بفرنسا. كان بنامو مقربا جدا من ساركوزي الذي عينه مستشاره لشئون الثقافة والسمع مرئيات.وكانت سلطته أكبر من وزراء الثقافة المتعاقبين. بنامو(اليهودي طبعا) معروف بشراكته في أكثر من مشروع صحفي مع الفيلسوف الصهيوني برنار هنري ليفي مثل تأسيسهما معا مجلة جلوب وليفانمو دو جودي وهما من الصحف التي تم اغلاقها. وقد طلب ساركوزي من برنار أرنو أغني رجل بفرنسا ان يشتري أحد مجلات بنامو الخاسرة وهي( اكو) بمبلغ خيالي240 مليون يورو.ومن السهل أن يضع المرء اسم بنامو بالفرنسية علي محرك البحث جوجل ليجد عشرات التأكيدات عن أنشطته الصهيونية وبرنار ليفي لمن لا يعرفه هو أحد أخطر الصهاينة في العالم بتدخله في العالمين العربي والاسلامي بشكل سافر. فمهرجان كان الحالي سيعرض لليفي رغم أنه فيلسوف فيلما تسجيليا من اخراجه اسمه( قسم طبرق) عن الثورة الليبية. ويؤكد ليفي في الاعلان الترويجي للفيلم أنه هو الذي أقنع ساركوزي بارسال قوات الناتو لليبيا تحت مزاعم التدخل الانساني. نفس الشئ صنعه ليفي في البوسنة من قبل. الفيلم المغربى وهو معروف عالميا أنه عراب الخراب والفوضي. وقد حاول ليفي العبث بالثورة المصرية وجاء لمصر وأخذ صورا بميدان التحرير وقاطعه الكل الا قلة متصهينة مثله. أما بنامو فظل طوال عمره صحفيا ولم ينتج أي فيلم سينمائي بحياته. ما الذي جعل أول فيلم ينتجه من تمويل التليفزيون الحكومي الفرنسي هو فيلم يسري نصر الله هذا. يقول جورج مارك بنامو في مقدمة الكتاب الصحفي الرسمي لفيلم بعدالموقعة: لدينا مشروع لأن نحكي في السينما عن الثورات العربية. لنختار ما بين ما يرونها سيئة ومن يحيونها. وما بين التقدميين والمحافظين.وكلام اخر أكثر خطورة.ان الصهاينة يتحركون الان بكل قوة لمحاولة استغلال الثورات العربية لنصب افخاخهم التي من أقلها هي أن يحكوا التاريخ من وجهة نظرهم وأن يحركوه في الاتجاه الذي يريدون. أما يسري نصر الله مخرج الفيلم فقد سأله النقاد في المؤتمر الصحفي لفيلمه بمهرجان كان هل ستعرض الفيلم باسرائيل:( لا اريد عرض فيلمي هناك حتي يعامل الاسرائيليون الفلسطينيين في الأرض المحتلة بشكل افضل). وعندما صفق بعض الصحفيين معجبين بالاجابة رد معلقا:( لماذا تصفقون. ليس لدي أي شئ تجاه اسرائيل. انا لدي اصدقاء اسرائيليين مثل المخرج عاموس جيتاي). علي الجانب الاخر فقد علق الموزع السينمائي الاسرائيلي أوديد هوروفيتز لصحيفة يديعوت أحرونوت:( أري هذا غريبا. لا اعرف لماذا يعلق نصر الله هكذا. فقد اشترينا بالفعل من المنتج الفرنسي حق عرض فيلمه بعد الموقعة باسرائيل. ونصرالله له سوابق شهيرة أخري بها الكثير من التلاعب عن علاقته باسرائيل, ربما اهمها هو سفره للاشتراك بمهرجان تورنتو السينمائي منذ عامين رغم مقاطعة سينمائيي العالم والسينمائيين الكنديين نفسهم للمهرجان عندما عرفوا بتلقي المهرجان تبرعا بالملايين من حملة( براند اسرائيل) التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية عالميا لتبييض وجهها بعد حرب غزة. ويسري نصر الله هو الذي أقنع عشر من شباب المخرجين لصنع فيلم18 يوم لعرضه في مهرجان كان أيضا. وكانت الافلام كلها أسوأ تجسيدا للثورة المصرية لأن أغلبها كانت عن الخائفين من الاشتراك في الثورة وعن البلطجية وعن البائعين الانتهازيين. بالاضافة لكون الفيلم محاولة لغسل سمعة بعض الفنانين الذين كانوا من انصار النظام السابق والمخرجين من صانعي الحملات التلفزيونية لمبارك والحزب الوطني. ماذا يريد نصرالله من مصر اذن وما الذي يفعله بها؟ سؤال لابد أن يناقش بشكل مجتمعي كبير لأن الأمور تجاوزت كل الحدود. وعرض أيضا بمهرجان كان الفيلم الجزائري التائب للمخرج مرزاق علواش المقيم بفرنسا ويحكي عن أحد الارهابيين الذي دخل في مبادرة( العفو والوئام الوطني) التي اطلقتها الحكومة الجزائرية منذ سنوات عديدة. وهي عبارة عن تسليم الارهابي سلاحه ومسامحته عما ارتكبه من قتل ويسمي بعدها التائب.يظهر الفيلم ان رشيد المتشدد الديني عاد لمسلكه وابتز أحد الأطباء لكي يطلعه علي مكان دفن جثة ابنته الصغيرة. وحفل الفيلم بالاطالة وبطء الايقاع. وقد أعطي النقاد بالمهرجان درجة4 من10 للفيلم الجزائري. أما الفيلم المغربي( خيول الله) فيبدو أكثر الأفلام العربية الثلاثة جودة سينمائية من ناحية الصورة والتقنية وان ظل مستواه العام فوق المتوسط. وهو يحكي عن مجموعة من الصبية تعيش في أحد أفقر عشوائيات مدينة الدارالبيضاء بالمغرب.. يظهر الفيلم دخول الأخ الأكبر السجن ثم خروجه متجمد الملامح بعد أن انضم لاحدي الجماعات الاسلامية. التي تدربهم علي اسلوب بن لادن من خلال أفلام عنه. ثم يصلون سريعا لمرحلة الاستشهاد فيفجرون بأجسادهم أحد البارات. الاحداث مأخوذة عن قصة حقيقية حدثت في الدارالبيضاء عام2003 بقي أن نقول إن مخرج هذا الفيلم نبيل عيوش له هو الآخر علاقاته اليهودية. فوالدته يهودية وفيلمه قبل الأخير هذا صوره بإسرائيل ويبرر حقهم في المستوطنات التي بنوها. وموزع خيول الله الدولي هو هارفي وينشتاين أحد أقطاب صناع السينما اليهود في العالم.