أصبحت دورات الألعاب الأوليمبية الحديثة هى احدى المنافسات الرياضية الرهيبة من أجل تحطيم الأرقام القياسية واقتناص الميداليات بين الدول العظمي، وتعد هذه الدورات أكبر تظاهرة رياضية على مستوى العالم منذ انطلاقها فى القرن التاسع عشر 1896 حتى القرن ال 21 التى تتناقس خلالها آلاف الأبطال والبطلات فى مختلف اللعبات الرياضية سواء فردية أو جماعية تحت شعار المحبة والتنافس الشريف والمشاركة تحت شعار الأعلى الأسمى الأقوي، وأصبحت المشاركة الأوليمبية حلما لكل الرياضيين من أجل نيل شرف التمثيل الأوليمبي، أما احراز ميدالية أو نوط تفوق شرفى فهو أيضا شرف أوليمبي.. وبعد ادراك الأبطال الآلة الاحترافية ودخولها الساحة الأوليمبية اختفت الهواية وتحولت المنافسات الأوليمبية الى حرب عالمية باردة. والأهرام لها دور بارز فى رصد الأحداث التاريخية وتدوين مختلف مناحى الحياة كما قال المؤرخ يونان لبيب رزق الأهرام هى ديوان الحياة المصرية المعاصرة.. ودورة الألعاب الأوليمبية الحديثة هى احدى أهم أوجه الحياة الرياضية والاجتماعية فى التاريخ المعاصر!! واليوم نبدأ فى إلقاء الضوء على فكرة ونشأة وتاريخ دورات الألعاب الأوليمبية ومشاركات مصر ودورها فى تاريخ الدورات. البداية تؤكد أن اطلاق اسم الألعاب الأوليمبية يرجع الى وادى أوليمبى فى شرق وشمال شاطئ نهر الفيوس فى بلاد اليونان، حيث اقيمت أول دورة أوليمبية قديمة عام 776 ق. م ويروى التاريخ أن الشعب الاغريقى كان يوقف أعماله طوال شهر أغسطس وهو الشهر الذى لقب بالشهر الأوليمبى واستمرت الحركة الأوليمبية القديمة فى الانتظام كل أربع سنوات حتى عام 393 بعد الميلاد حينما أصدر الامبراطور الرومانى تيودوسيوس مرسوما بإلغاء الألعاب الأوليمبية وهنا اندثرت المعالم الأوليمبية القديمة وظلت متوارية حتى عام 1892.. ومن هنا بدأت الانطلاقة حينما تحدث البارون الفرنسى دى كويرتان عن ضرورة إحياء منافسات الألعاب الأوليمبية القديمة ولذا هو ملقب بباعث الحركة الأوليمبية الحديثة. مؤتمر برلين 1894 وفى يونيو 1894 عقد المؤتمر الدولى الأول للرياضة فى برلين وكان المؤتمر تحت رئاسة البارون كورسل وحضره 80 وكيلا رياضيا يمثلون العديد من الدول الأوروبية وكانت أبرز نتائجه اختيار أثينا لاستضافة الدورة الأولى كرمز تاريخى ويصل الحاضر بالماضى ولكن ظلت العقبة المالية شبحا يطارد فكرة عودة الأوليمبياد الى حيز النور. المليونير السكندرى أفيروف «المنقذ» المليونير السكندرى الأصل «افيروف» لعب دورا تاريخيا بعودة الدورات الأوليمبية الى حيز النور وافيروف هو يونانى الجنسية والمصرى السكندرى المولد والنشأة وهو أشهر تاجر أقطان فى العالم، وحين ذاك توجه إليه الأمير اليونانى قسطنطين ولى العهد ودعاه لإنقاذ بلاده والتبرع من أجل استضافة اليونان للدورة الأولى للأوليمبياد وانقاذها من عدم انطلاقها، وقد كان فقد تبرع أفيروف بكل تكاليف استضافة اليونان تنظيم الدورة البالغة مليونى «دراخمة» وتم انقاذ الدورة الأولى وخروجها للنور وقامت اللجنة المنظمة للدورة بعمل تمثال بالحجم الطبيعى لمنقذ الدورة «أفيروف» وتم ازاحة الستار عنه يوم افتتاح الدورة وكانت ضمن أهم مفاجآت الدورة الأوليمبية الأولى والأهم انطلاق حناجر الجماهير اليونانية بحياته مع الملك قسطنطين بالدورة الأوليمبية الأولى اثينا، اليونان ابريل 1896 والتى شاركت فيها 13 دولة وأول ميدالية ذهبية حققها الأمريكى جيمس يون راد والذى أحرز ذهبية الوثب الثلاثى يوم الافتتاح 6 أبريل وأحرز الذهبية للقفزة 1371سم.. وأول رقم قياسى من نصيب الأمريكى روبرت فى الاطاحة بالقرص مسجلا مسافة قدرها 2915سم. الدورة الأوليمبية الثانية باريس 1900 خلال الفترة من 20 مايو الى 28 اكتوبر وهى الدورة الأطول من حيث الاقامة والدول المشاركة 24 دولة وعدد الأبطال والبطلات 1206، وفازت فرنسا بصدارة الدورة وحصل الأمريكى كراتر لاين على لقب نجم الدورة باحرازه أربع ميداليات ذهبية فى العاب القوي. الدورة الأوليمبية الثالثة سانت لويس 1904 خلال الفترة من أول يوليو الى 23 نوفمبر 1904 شارك فيها عشر دول بالاضافة لأمريكا الدولة المنظمة والتى شاركت 252 لاعبا ولاعبة من أصل 689، واحتلت صدارتها برصيد 238 ميدالية متنوعة، وألمانيا الثانى 15 ميدالية متنوعة، والفارق رهيب بين دولة الصدارة والوصيف.. وحصل بطل الجمباز الأمريكى انطوان هايدا على نجم الدورة بعد احرازه نصف دستة من الميداليات، 5 ذهبية وواحدة فضية. وفى ختام الحلقة الثالثة سوف نستعرض فى الرابعة والخامسة بداية دخول مصر عصر الدورات الأوليمبية بدءا من الدورة الخامسة باستكهولم بالسويد 1912، وتتواصل مصر فى خوض المعترك الأوليمبى حتى أوليمبياد لندن 2012. وفى الختام لا أزال أؤكد أن أبطال وبطلات اللعبات الفردية هم أصحاب الايدى الطولى فى اقتناص والمنافسة على الميداليات والحصول على المراكز الشرفية، أما اللعبات الجماعية فالمنافسة فيها لن تكون سهلة وستكون مشرفة، ومن هذا لابد أن يكون الصرف على الأبطال يكون بنظام تركيزى وليس بنظام شمولي، وأبطال اللعبات الفردية قادرون على تحقيق انجاز أوليمبى فى الميداليات غير مسبوق وعزف السلام الوطني.