احتفالا بيوم الصحة العالمى، الذى يحل فى السابع من أبريل كل عام، خصصت منظمة الصحة العالمية احتفال هذا العام لمرض السكر والتوعية بمخاطره وسبل تجنب الإصابة به، إضافة إلى تجنب المضاعفات الصحية الناتجة عن السكر. وطبقا للإحصاءات والدراسات الطبية فإن هناك قرابة 7 ملايين مصرى مصاب بالسكر كما أن 16% ممن هم فوق سن العشرين مصابون وأكثر من 8% من المصريين مصابون بمرحلة ما قبل السكر بسبب زيادة الوزن والسمنة خاصة بين الشباب والأطفال وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة. كما أن قرابة 57% من مرضى السكر لا يتناولون العلاج بانتظام أى أن هناك حوالى اثنين من كل ثلاثة مرضى بالسكر لا يصل نسبة الهيموجلوبين السكرى لديهم الى اقل من 7% وهو المعدل المطلوب مما يعرضهم للعديد من المضاعفات. ويقول د.نبيل الكفراوي أستاذ ورئيس وحدة السكر بطب المنوفية وعضو اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة أن مصر فى المركز التاسع على مستوى العالم من حيث عدد المصابين بمرض السكر الذى وصل إلى 7 ملايين مريض طبقا لإحصائيات وزارة الصحة عام 2014 وان نصف هذا العدد لديه استعداد للمرض والجزء الاخر لا يعلمون بالإصابة ونتيجة الإفراط فى الأطعمة ذات السعرات المرتفعة وعدم ممارسة الرياضة والسمنة بدأ يظهر النوع الثانى من مرض السكر فى المرضى تحت سن عشر سنوات بعد أن كان لا يظهر إلا بعد سن الأربعين مما يمثل مشكلة خطيرة. ويشير د.نبيل أنه فى ظل غياب الاهتمام بالصحة العامة والعادات الغذائية فإنه من المتوقع بحلول عام 2035 أن تحتل مصر المركز السابع عالميا فى نسب الإصابة بالسكر بين السكان. لذلك وسعيا لزيادة الوعى المجتمعى فإننا من خلال اللجنة القومية نقوم بمشروع متكامل مع الجامعات ووزارة الصحة على مستوى المحافظات للكشف المبكر عن مرضى السكر والحد من مضاعفات المرض خاصة بتر القدم السكرى وذلك عن طريق إتاحة العلاج المتكامل مع مجموعة من الأخصائيين فى الجراحة والأمراض الجلدية وهذا المشروع سيستمر لمدة ثلاث سنوات. من ناحية أخرى أوضحت رنا صيداني المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بأن إقليمنا لديه أعلى معدلات إصابة بمرض السكر في العالم، وخاصة النوع الثاني من مرض السكر. وأشارت إلى أن مرض السكر يحصد حياة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، والكثير من هذه الوفيات يمكن الوقاية منها بالانخراط في النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميا، والوصول إلى وزن جيد والمحافظة عليه، وتناول الغذاء الصحي، وزيادة إتاحة التشخيص، وتوفير العلاج بأسعار معقولة. وعن العلاجات الحديثة لمرضى السكر، يضيف د.الكفراوي أن هناك علاجات بدأت بالفعل فى الاستخدام على نطاق واسع ومنها الهرمونات شبيهة الجلوكاجون التى تحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين وتهبط من إفراز الجلوكاجون وتقلل الشهية ومنها قصير المفعول. وأثبتت الأبحاث أن تلك الأدوية تعمل على الوقاية من أمراض القلب وهناك بعض أنواع من الأنسولين يتم إعطاؤها عن طريق الحقن مرة أو مرتين يوميا وهناك نوع يعطى كحقنة أسبوعيا ويعمل عن طريق حث خلايا بيتا بالبنكرياس على إفراز الأنسولين بعد تناول الوجبات فقط وبالتالى لا تسبب هبوطا بمستوى السكر فى الدم كما أنها تزيد من الشعور بالشبع. وأضاف أن أحدث دواء هو المضخة الدوائية والذى أثبت نتائج مبهرة وهى عبارة عن مضخة دوائية فى حجم وطول عود الكبريت يتم زرعها تحت الجلد فى بطن المريض وتحتوى على عقار الاكسيناتيد الذى يزيد من إفراز الأنسولين مع تقليل شهية المريض. وهذه المضخة يتم استخدامها لفترات تصل إلى 6 أشهر أو عام متواصل. وقد أثبتت النتائج الأولية انخفاض مستوى السكر والهيموجلوبين السكرى للمرضى مع انخفاض ملحوظ فى الوزن.