بالتحديد و فى صباح يوم الجمعة الماضى بتاريخ 25 مارس 2016 ، و أثناء متابعتي لفقرات برنامج صباح الخير يا مصر ، و بالتحديد فى الساعة الثامنة صباحا و 11 دقيقة ، كانت تعرض فقرة بعنوان ( من يكتب التاريخ ). و قبل ان تبدأ الفقرة كان هناك عرضا بالصور لرموز العمل السياسى و الوطنى بل و العلمى فى مصر على مر التاريخ ، و أثناء عرض لصور رؤساء مصر السابقين تم استعراض معظم الحكام بما فيهم محمد على باشا ثم محمد نجيب ثم جمال عبدالناصر ثم السادات ثم الرئيس السيسى ثم نقطة و تغلق الصفحة !!!!! و كأنه لم يكن هناك مبارك أو مجلس عسكرى أو حتى مندوب مكتب الإرشاد مرورا بالرئيس عدلى منصور . أثناء متابعتي لمنهج مادة الدراسات مع نجلى استعدادا لامتحان الإعدادية ، وجدت القائمين على إعداد المنهج قد ذكروا جميع قادة حرب أكتوبر ، ما عدى واحد ، هو قائد القوات الجوية و التى لعبت دورا هاما و محوريا أثناء الحرب ، و السبب طبعا معروف ، و منذ أيام طالعتنا بعض الأخبار بحذف اسم و صورة الدكتور محمد البرادعي من قائمة الحاصلين على جائزة نوبل فى أحد الكتب الدراسية . الكارثة هى أننا ما زلنا لا نعرف الفارق بين التاريخ و السياسة ، فالتاريخ مجموعة من الثوابت التى خطتها حروف الأحداث التاريخية الثابتة و التى لا مجال لتحريفها أو إلغائها ، سواء اتفقنا معها ام اختلفنا ، اما السياسة فهى مجموعة من المبادىء قد تتغير طبقا للمواقف والمستجدات على أرض الواقع . ان الأحداث و الأفراد فى التاريخ تماما مثل الأفراد فى العائلة الواحدة ، فمهما كان الأب مستاء من أحد أبنائه ، فإنه أبدا ، لا يمكن أن يمحوه باستيكة و كأنه لم يكن ، فهو جزء أصيل من ثوابت حياته يا عالم ، ان الله سبحانه و تعالى ، بعد أن خلق آدم ، علمه الأسماء كلها ،،،، كلها ،،، لم يحجب عنه ما قد يضره أو يحيره ، و تركه للتجربة ، فاتركونا نعيش تجربتنا يرحمكم الله. لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا