فى تصعيد للمواجهة بينه وبين القيادات الجمهورية، كشف دونالد ترامب المرشح الجمهورى المحتمل للبيت الأبيض أمس عن ملامح سياسته الخارجية المرتقبة فى حالة فوزه بمنصب الرئاسة، مؤكدا أنه سيعتمد مبدأ «أمريكا أولا، والجميع يدفع الثمن». وادعى ترامب، فى حديث لمجلة «فورين بوليسي» ونشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية واستغرق نحو 100 دقيقة، أن سياساته الخارجية المزمعة تهدف إلى منع «استغلال» الولاياتالمتحدة بشكل منهجي.واتسم ترامب بالصراحة البالغة ، خصوصا لدى تطرقه لقضايا تتعلق بالأمن فى شرق آسيا وسوريا ومواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.وأكد المرشح الجمهورى الأوفر حظا للفوز بالرئاسة الأمريكية أنه لا يؤمن بالانعزالية، لكنه وصف الولاياتالمتحدة بأنها أمة فقيرة مديونة تمول بصورة غير متكافئة تحالفات دولية مثل حلف شمال الأطلنطى «الناتو» والأمم المتحدة. كما أشار إلى أن غياب التوازن فى العلاقات مع دول حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وأوضح أنه «تم التقليل من احترامنا والسخرية منا واستغلالنا لسنوات عدة من قبل جهات كانت أكثر ذكاء ومكرا وصلابة». وأضاف «لذلك الولاياتالمتحدة تأتى أولا. نعم، لن نتعرض للاستغلال بعد الآن. سنكون ودودين مع الجميع ولكن لن نخضع للاستغلال من قبل أحد».وردا على سؤال عما إذا كان ينبغى السماح لليابان بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها من كوريا الشمالية، أكد ترامب أن الوضع سيكون مقبولا. وقال: «هل من الأفضل أن تمتلك كوريا الشمالية تلك الأسلحة، فى حين تمتلك اليابان نفس الأسلحة؟ قد يكون هذا هو الأفضل».وأكد ترامب أنه يعتزم سحب القوات الأمريكية من اليابان وكوريا الجنوبية، إلا إذا قدمت هذه الدول زيادة كبيرة فى مساهماتها لواشنطن من أجل الوجود العسكرى الأمريكى على أراضيهما.كما انتقد ترامب، فى المقابلة نفسها، إدارة الرئيس باراك أوباما لبحثها عن مخرج سياسى لرحيل الرئيس السورى بشار الأسد فى الوقت الذى تقاتل فيه تنظيم داعش الإرهابي. ووصف هذه السياسة بأنها «جنون وحماقة».وكان ترامب قد تعهد قبل أيام أمام لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك) بإلغاء الاتفاق «الكارثي» الذى أبرم بين إيران والقوى الكبري، فى حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وفى إطار الرفض الدولى الصريح لترامب، أحرق العشرات دمى تمثل ترامب، الذى يكرهه المكسيكيون، فى شوارع مكسيكو سيتى ومدن أخرى بمناسبة أسبوع الآلام الذى يسبق عيد الفصح, وأحرقت دمية يبلغ ارتفاعها مترين للمرشح الأوفر حظا للفوز فى انتخابات الحزب الجمهورى للسباق إلى الرئاسة. وعلى الصعيد الديمقراطي، فاز السيناتور بيرنى ساندرز المرشح المحتمل للرئاسة على منافسته الأوفر حظا هيلارى كلينتون بفارق كبير فى الانتخابات التمهيدية للحزب فى هاواى وآلاسكا وواشنطن. إلا أن هيلارى مازالت محتفظة بتقدمها، حيث جمعت بالرغم من عدم فوزها فى نهاية الأسبوع عددا أكبر بكثير من المندوبين وما زالت الأوفر حظا فى السباق الديمقراطى نحو الرئاسة.