فى فصل الربيع تنتشر أمراض الحساسية ومنها حساسية الأنف أو الصدر أوالعين، تتراوح الأعراض ما بين حكة بسيطة بالجلد أو رشح بالأنف أو حدوث أزمات ربوية قد تسبب حدوث حساسية مفرطة فى الجسم كله، ورغم ما تسببه أمراض الحساسية من متاعب قد يصعب إحتمالها، إلا أن التخلص منها يصبح سهلا إذا ما إتبعت الأساليب الصحيحة فى الكشف عن أسبابها وعلاجها. ينصح دكتور أمجد عبد الحميد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح بالإعتماد على أجهزة التكييف بدلا من التهوية الطبيعية، فعند هبوب الرياح أو إغلاق النوافذ مع إستخدام الموكيت يؤدى إلى نمو مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة مثل حشرة الفراش فى الأغطية والمفروشات - حيث إنها تتغذى على القشور الجلدية بالجسم - وإلى نمو مجموعه من الفطريات، كذلك فى الأماكن المغلقة رديئة التهوية وذات الرطوبة العالية، كل ذلك يحفز خلايا الجسم على إنتاج نوع معين من الأجسام المضادة وإنتاج مجموعة من المواد الكيميائية والبيولوجية التى تؤدى فى النهاية إلى ظهور أعراض الحساسية، ولا ننسى أننا فى أشهر الربيع برياحها المليئة بالأتربة التى تسبب ظهور الكثير من أمراض الصدر للكبار والصغار من أفراد العائلة.. ومسببات الحساسية يسهل الكشف عنها عن طريق إجراء مجموعة من الإختبارات على الجلد لتحديد المسبب لها، ويتم عمل هذا الإختبار بعدة طرق على حسب التشخيص الطبى والفحص الظاهرى.. ولابد أن يوقف المريض الأدوية المضادة للحساسية لمدة لا تقل عن خمسة أيام حتى لا تؤثر سلبيا على نتائج الإختبارات، وتنقسم الإختبارات إلى ثلاثة أنواع: الأول: إختبار وخز الجلد، يتم بوضع قطرة من محلول يحتوى على مسببات الحساسية المحتملة على الجلد، وعمل سلسلة من الخدوش أو الوخز بإبرة ليسمح للمحلول بدخول الجلد، فإذا أصبح الجلد أحمر وحدثت حكة وإنتفاخ فهذا يعنى أن الشخص لديه حساسية من هذه المادة، أما النوع الثانى: فهو الإختبار بالحقن بالجلد ويتم خلاله الحقن بكمية صغيرة من محلول يحتوى على مسببات الحساسية، ويمكن أن يجرى بعد الإختبار الأول إذا كانت نتيجته سلبية، أما الإختبار الأخير: «باتش الجلد» عن طريق وضع محلول يحتوى على مسببات الحساسية على قطعة أو «رقعة» توضع على الجلد لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة، ويستخدم هذا الإختبار للكشف عن حساسية الجلد، ويسمى إلتهاب الجلد «بالتماس» ويكون أكثر للمواد الكيماوية والمعادن. أما بالنسبة لحساسية الأطعمة كالفواكه، يفضل الباحثون إجراء إختبار «وخز الوخز»، ويقصد به وخز الفاكهة الطازجة ثم وخز الجلد فى نفس التوقيت، وهذه طريقة أدق لمعرفة الأشخاص الذين لديهم حساسية عند تناولهم الفواكه، وبعد إجراء الإختبار، فى حالة وجود نتيجة إيجابية لأحد المسببات، يتم إعداد وتجهيز المصل المناسب، وتعتبر أمصال الحساسية آخر خط للعلاج.. وهى أحدث وسائل العلاج لكنها تستخدم لفترة طويلة من عامين إلى خمسة أعوام لذلك يجب على المريض أن يستمر فى إستخدامها حتى نهاية العلاج.. ويجب أن يقرر هذه الأمصال طبيب متخصص فى الحساسية بعد التقييم ووضع الحالة ومدى إستجابتها للعلاج البيئى والدوائى، وفكرة عمل هذه الأمصال ببساطة أنه يتم إعطاء المريض نفس المهيجات التى تثير الحساسية عنده، فمثلا لو كان المريض يعانى حساسية عثة غبار المنزل ولم يستجب للعلاج البيئى بتجنب التعرض للغبار ولا للعلاج الدوائى الذى يعالج الحساسية لديه فإن الطبيب سوف ينتقل للمرحلة الثالثة وهى العلاج المناعى بالأمصال، حيث يصف له الطبيب مصلا يحتوى على نفس المهيج الذى يعانى منه وهو عثة غبار المنزل على فترة طويلة، حيث يؤدى ذلك إلى تعديل وتغيير طبيعة تفاعل الجهاز المناعى عند المريض لعثة غبار المنزل وبالتالى لا تصبح تلك العثة مهيجا للحساسية لديه ومثلها مثل باقى المسببات الأخرى خاصة المستنشقات كالفطريات والحيوانات والطيور وحبوب اللقاح.