لقد اهتم الاسلام بالمرأة اهتماما كبيرا ، فرفع مكانتها وعظم قدرها ومنزلتها وجعلها مرفوعة الهامة عالية القدر ، ورد عنها ألوانا عديدة من الظلم عاشت فيه قرونا طويلة . وبث روح الامل في نفس كل امرأة فساوي بينهم وبين الرجال في الثواب والجزاء علي العمل الصالح، وذلك الاهتمام بخلاف ماكان عليه امرها في الجاهلية قبل الاسلام إذ إنها ظلمت في الجاهلية ظلما شديدا ، فلما جاء الاسلام رفع مكانتها وأعلي شأنها وأعزها وأكرمها ، واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع وحق الشراء وغير ذلك ، وهكذا عاشت المرأة في ظل تعاليم الاسلام وتوجيهاته حياة كريمة ملؤها الحفاوة والتكريم سواء اكانت أما او بنتا أو اختا او زوجة او امرأة من سائر افراد المجتمع، وبعد رعايتها وتربيتها حثنا الاسلام علي معاملتها بالعدل وعدم التفرقة بينها وبين اخوتها من الذكور. ومن اهتمام الاسلام بالمرأة ان اوجب لها حقوقا مادية علي زوجها كالصداق والنفقة وغير ذلك تكريما لها ورفعة لشأنها وكذلك علي الزوج ان يهيئ لزوجته ماتحتاج اليه لقوام حياتها ، كما اوجب الاسلام للمرأة حقوقا معنوية عظيمة كالمعاشرة بالمعروف والاحسان والرفق والاكرام . وكذلك أثبت لها الاسلام حقا في الميراث مع الرجل جنبا الي جنب بل وتوعد كل من تسول له نفسه الاعتداء علي هذه الحقوق، حقا ان المرأة لها دور عظيم لايقل اهمية عن دور الرجل في بناء الوطن ورقيه والدفاع عنه حيث إن وجودها واضح في كل المجالات فهي المربية التي تغرس في نفوس ابنائها حب الوطن والانتماء اليه، وهي الطبيبة وهي المعلمة وهي الصانعة وهي المفكرة والمبدعة والسياسية وصاحبة الدور الذي لايمكن إنكاره في البناء الوطني الحديث ،وهي التي اسهمت في بناء الوطن اسهاما واضحا من خلال ادوارها المختلفة في ميادين الحياة العامة، غير أن الوطن الحبيب مازال في حاجة ملحة الي جهد اكبر من جميع ابنائه حتي يبلغ المكانة اللائقة التي يستحقها بين الامم وبما يحقق مصلحة الجميع في لحمة وطنية لا تعرف التفرقة. لمزيد من مقالات محمد عبيد