اعتبر رئيس تونس الباجى قايد السبسى أن الربيع العربى صنيعة أوروبية، مشيرا إلى أنه سمع بهذا التعبير لأول مرة خلال اجتماع الدول الثمانى الكبار فى 2011. وأشار السيبسى فى تصريحات لصحيفة « واشنطن بوست»، بمناسبة حلول « عيد الاستقلال الوطني» فى تونس، إلى أن الثورة التى بدأت فى بلاده كانت بداية حركات النهوض فى مختلف البلاد العربية، وأن تونس اليوم أقرب إلى الصورة التى قامت من أجلها الثورة. وأوضح أن شروط تحقيق الحرية والحفاظ على كرامة مواطنى تونس قد تحققت خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير، فى تحول كبير عن أوضاعهم تحت الحكم الشمولي، رافضا وصف نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على والذى حكم البلاد 23 عاما، بالنظام الديكتاتوري. وأضاف أن مواطنى تونس يشعرون حاليا بأنهم أكثر قربا من تحقيق أهدافهم برفع معدلات التوظيف وتراجع الفقر فى الأقاليم صاحبة أدنى مستوى للتنمية. وأكد أنهم أكثر إدراكا لقدرتهم لعب دور أساسى فى إدارة شئون بلادهم. وأوضح الرئيس التونسى أن التحالف القائم بين حزبه «نداء تونس»، وحزب « النهضة» الإسلامي، يعد نتاجا طبيعيا للعملية الديمقراطية. و أوضح أن حزبه نال 86 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية، لتأتى « النهضة» فى المرتبة الثانية بإجمالى مقاعد 69 . وحول دور الدعم الأمريكى و الأوروبى للتجربة التونسية، أكد السبسى أن الدعم متوافر ولكنه لا يكفى وأنه أعرب عن ذلك الرأى خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة، وأن بلاده لا يمكنها «تسول « مساعدات الدول الأخري. وأوضح أن بلاده تحتاج الدعم فى عدة مجالات، لكن الأولوية للمجالين العسكرى والاقتصادي. واعترف السبسى بأن التجربة التونسية فى خطر، خاصة وأن تبنى الديمقراطية، مسألة تتطلب الممارسة و الوقت، وأن بلاده تعانى من عدة أوجه للضعف اقتصاديا، بالإضافة إلى ضرورة إحراز تقدم على الصعيد الآمني، خاصة فيما يتحلق بالمناطق الحدودية. وأشار إلى أن هذه النقاط جميعا تشكل مصادر للتهديد المحتمل. وفيما يخص الجانب الأمنى تحديدا، أشار السبسى إلى أن تونس تخوض حربا من أجل حماية أراضيها من التهديدات الإرهابية وحماية أوروبا من وقوع غزو متطرف، رغم عدم وجود سياسة موحدة لتنسيق الجهود الدولية فى مكافحة الإرهاب. وحول ما إذا كانت الأفضلية لحماية الحريات، أو تحقيق الأمن، أكد الرئيس التونسى أنه لا يوجد حرية دون أمن وأنه مسئول عن تأمين حريات مواطنى بلاده، وفى مقدمتهم من يتناوله بالإهانة بشكل يومي. وفسر السبسى عضوية العديد من التوانسة ضمن منظمة داعش الإرهابية، باستمرار معاناة بلاده من ارتفاع واضح فى معدلات البطالة، وحول التعامل مع العناصر المتطرفة العائدة إلى تونس، نفى السبسى أن يكون السجن بمثابة الخيار المتاح للتعامل معهم، مؤكدا أن العائدين سيخضعون للقانون وأنهم لن يسجنوا إلا عقب المثول لمحاكمة متكاملة وعادلة و أنه سيتم إخضاعهم للرقابة، وفى رد على سؤال الأزمة الليبية، أكد الرئيس التونسى أن بلاده تسعى إلى إقامة حوار مع دول الجوار الليبى وجميع الأطراف المعنية لإحراز حل دائم وفعال بالنسبة للأزمة هناك. وبشأن ما إذا كانت بلاده تقبل قيام قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها لتسهيل القيام بطلعات جوية فوق أراضى ليبيا، أكد السبسى أن الولاياتالمتحدة وجهت الأسطول السادس إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وعلى متنه 5ألاف جندى أمريكى ما يعنى استغناءها عن وجود جنود إضافيين فى تونس.