قديما قالوا " لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته أهانك"، وهذا القول البليغ لم يتعلم منه الكثيرون، فأودت به ألسنتهم إلى مصير مؤلم سوف يتجرعون مرارته طوال حياتهم، إذ لم يستطع أى منهم أن يمسك لسانه، على الأقل، لكى يحافظ على مكانته لدى الآخرين.. نقول ذلك بعد أن أطاحت زلات ألسنة عدد من الوزراء بهم من مواقعهم، وأشهرهم اللواء زكي بدر وزير الداخلية الأسبق، والمستشار محفوظ صابر وزير العدل السابق، والمستشار أحمد الزند وزير العدل الذي أُقيل أخيرًا. أما زكي بدر، فإن شتائمه ضد الرموز الوطنية تسببت فى إقالته، إذ وصمهم بألفاظ من عينة "الدلاديل والشواذ جنسيًا والحرامية والهُبل والشيوعيين والنصابين والمهربين"، وزار وفد من المعارضة وقتها، الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان على رأسه المرحومان فؤاد سراج الدين، وإبراهيم شكري، حيث تم تسليمه شرائط الكاسيت المسجلة عليها بذاءات اللواء زكي بدر، فلم يقبل الرئيس بوجود وزير في الحكومة بهذا اللسان السليط. وأما محفوظ صابر، فقد أفلت لسانه بقوله: "ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا؛ لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل، مع احترامنا لعامل النظافة"، وكانت النتيجة إقالته من منصبه، بعد الغضب العارم بسبب زلة لسانه، وجاء بعده أحمد الزند، فكرر زلات "الألسنة المنفلتة"، عندما سئل عما إذا كان سيتم حبس الصحفيين أم لا، إذ قال: «إنشالله يكون النبي عليه الصلاة والسلام.. أستغفر الله العظيم يا رب»، وعقب ذلك، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ضده، وكانت نهايته بإعفائه من منصبه. فمتي يتعلم المسئولون كيف يمسكون ألسنتهم، ولا يركبهم الغرور والعنجهية، وتكون نهايتهم المؤسفة بهذه الصورة التي ستظل عالقة في الأذهان إلى الأبد؟ . لمزيد من مقالات أحمد البرى