فى إطار إيجاد حل لقضية الدروس الخصوصية اطرح مبادرة عامة بالاعتماد على أساتذتنا من المعلمين المحالين للمعاش القادرين على التدريس حسب تخصص كل معلم بحيث تتم الاستفادة من خبرتهم الطويلة فى التدريس والتى تزيد على ثلاثين عاما ورغبتهم فى العمل وخدمة بلدهم وشعورهم انهم مازالوا قادرين على العطاء وأن وطنهم فى حاجة إلى جهودهم بعقد مجموعات للدروس تضم كل منها 15 طالبا وبسعر رمزى 5 جنيهات للطالب فى الحصة الواحدة فتكون المجموعة ب 75 جنيها للحصة منها 40 جنيها للمعلم و 20 جنيها مصاريف ادارية، و 15 جنيها لضم 3 طلبة مجانا من غير القادرين ماديا والايتام وذوى القدرات الخاصة حتى لايتم حرمانهم من فرصتهم فى الحصول على شرح واف مثل زملائهم، وطبعا هذه الاسعار والنسب قد تختلف من منطقة لأخرى حسب الاحتياج والحالة المادية لاهالى المنطقة. وبالنسبة لأساتذتنا من المعلمين الأجلاء فلو استطاع كل واحد ان يدرس حصتين يوميا بمعدل 15 يوما شهريا فيزيد دخله بمقدار 1200 جنيه كل شهر بالاضافة إلى معاشه الشهرى ويرتفع طبعا إذا زاد معدل الحصص على ذلك، وهذه المنظومة سوف تكون بالطبع بالرعاية المباشرة من وزيرى التربية والتعليم والشباب والرياضة والتنسيق بينهما. وتقوم مراكز الشباب فى كل المحافظات والمراكز وكذلك المدارس فى الفترة المسائية بعد اليوم الدراسى بتوفير أماكن مناسبة ليتولى المعلمون المشاركون فى هذه المنظومة، التدريس لمجموعاتهم فيها، ويمكن الاستعانة بأى جهة وطنية تريد المساهمة بتوفير أماكن للتدريس فيها سواء بالمجان أو بالإيجار. وتكون هذه المبادرة لاساتذتنا من المعلمين المحالين للمعاش فقط بعيدا عن المعلمين الذين مازالوا فى الخدمة ومن يعتبرون الدروس الخصوصية وسيلة للتربح وزيادة الدخل فقط دون اعتبار للظروف المعيشية لاهالى الطلبة ومدى الضغط العصبى والمادى عليهم، ولاشك أنها سوف تدفع كل معلم إلى أن يراجع نفسه، وسوف تقل بالتدريج أسعار الدروس الخصوصية عندما يدرك المعلم أن هناك من هو أكثر خبرة وكفاءة منه وعلى أتم استعداد لكى يخدم وطنه وأبناءه الطلبة دون استغلال مادى لهم بل ستجعل المعلمين يعودون للتدريس فى الفصول كما كانوا فى الماضى لإثبات كفاءتهم وأنهم ليسوا أقل وطنية وعطاء من أساتذتهم السابقين، وطبعا سوف يرتفع مستوى التحصيل لابنائنا الطلبة نتيجة هذه المنافسة، وسوف يقل العبء المادى على أسرهم ومع الوقت سيعود التلاميذ للانتظام فى المدارس عندما يعود المعلم للشرح فى الفصول بنفس طريقة الدروس الخصوصية كما كان الحال فى الماضي. ان المنظومة التعليمية بحاجة إلى تحريكها من حالة السكون والركود الحالى لتعود تدريجيا لدورها التربوى والتعليمي. م. حسن محمد أمين الغزالى